مرضي مهددون بالموت في غزة لشح الامكانيات لا يخلُ يوم إلا و تزداد معاناة المواطن في غزة وان اختلفت الطرق فتارة نسمع عن زيادة ساعات انقطاع التيار الكهرباء وتارة أخرى بقطع المياه وأخرى بزيادة الأسعار في المنتجات وأخرها عن تراجع كميات الأدوية والمستلزمات الطبية في غزة , حيث أصبح المواطن لاحصل على العلاج قبل التوجه للصيدليات والسؤال عن تواجده فيها وحتى لو تقرر أجراء عملية فيجب أن ينتظر وصول الشاش والمخدر وحتى مادة التعقيم. وصل الحال في القطاع أذا أصيب أي مواطن بجرح أو كسر أن يقوم بشراء المواد الأزمة ليتم معالجته بالإضافة إلى الدواء فاغلب المستشفيات أصبح رصيدها صفرا في كثير من الأدوية والمستلزمات الطبية . فأمام مستشفي الشفاء بغزة - والذي يعتبر من أهم مستشفيات القطاع - يقف أبو احمد والدموع في عينيه فابنه مروان يعاني من فشل كلوي ويحتاج إلي غسيل والمستشفي يعاني من نقص حاد في أجهزة ومواد غسيل الكلي مما أدي إلى عدم قدرة المستشفي على إجراء الغسيل بشكل منتظم لمروان . ويقول والده لمراسل "جازان نيوز" " أصبحت حياة ابني بخطر حيث قلصت أيام غسيل الكلي و الأدوية التي يستخدمها ابني مروان ,وبسبب الأوضاع المادية التي أمر بها يصعب أن اجري له غسيل الكلي خارج مستشفي الشفاء ". أما أم عادل والتي لم تتجاوز بعد 30 عاماً من عمرها فابنها عادل تخيم مأساته على الأسرة , حيث يعاني من ورم في الدماغ ويحتاج إلى عقار"ديزمورين" حتى حتى يستطيع التحكم بشرب الماء والتبول . وتضيف أم عادل : " ابني لا يستطيع الذهاب إلى المدرسة إذا لم يتناول هذا الدواء حيث انه سيضطر أن يذهب لدورة المياه كل عشرة دقائق وإلى شرب كميات كبيرة من الماء وهذا ناتج عن خلل في الغدة النخامية المسئولة عن إفراز الهروموان المنظم ". وتبين أن ابنها يحتاج إلى علبتين من هذا الدواء في الشهر وتم خلال الشهر الماضي إعطاء علبه واحدة فقط أما الشهر الحالي لم يتم صرف العلاج له وهي بحالة حيرة ماذا تفعل من اجل ابنها وخاصة أن الدواء غالي الثمن . وأمام مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال بغزة قالت هدي عامر 12 عام اً والتي تعاني من مرض الصرع : "أن هناك نقصاً حاد في أدوية الصرع ,وإذا استطاع والدي أن يوفر الدواء هذا الشهر فلن يستطيع الشهر القادم كما أن كثير اًمن العائلات لا تستطيع أن تجلب الدواء لأطفالها المصابين بأمراض مزمنة أصبحنا كل شهر في حالة ترقب وتوتر مستمر فكيف يمكن أن نعيش هكذا, هذا الأمر يزيد من معاناتنا فوق المرض الذي نعيش معه ". ولا يختلف احمد عادل 10 سنوات كثيرا عن حال هدي فهو يتعالج من مرض "الثلاسيميا" وحياته مهددة بالخطر وحالته بل في تدهور وتفاقم مستمر بسبب غياب جزء من الأدوية الخاصة بهذا المرض وهو علاج( desferal 1/2 gr I.V vials ) غير الموجود في مخازن وزارة الصحة منذ أكثر من شهر. وهذا العلاج طاردة للحديد المتراكم نتيجة ارتفاع كرات الدم الحمراء في الدم، وفي حال توقف هذا العلاج فانه يسبب ارتفاع مزمن للحديد في الدم مما يشكل خطراً على القلب والكلى والدماغ بالإضافة إلى مشاكل أخرى في الأعضاء الداخلية لأحمد . ويقول والد أحمد: "تقريبا كل يوم أزور مستشفي الرنتيسي لأحصل علي هذا العلاج فمنذ أكثر من شهر وهو غير متواجد وحاولنا أن نوجه دعوات إلى وزارة الصحة والخارج من أجل جلب هذ الدواء, فالعائلة قلقة جدا علي وضع أحمد وكل يوم صحته في تراجع مستمر بسبب نقص هذا الدواء " وفي نفس السياق يقول محمد يوسف 42 عاماً والذي يحتاج إلي عملية قسطرة في القلب : " أعاني من الإجهاد مستمر بسبب عدم قدرة الشريان علي تدفق الدم في جسمي قرر الأطباء أن اجري عملية قسطرة مستعجلة ,ومنذ أكثر من شهرين انتظر دوري لإجراء العملية فبسبب نقص المستلزمات الطبية تم تأخير العمليات, وفقط يتم إجراء العمليات المستعجلة ,كل هذا التأخير يعرض حياتنا إلى الموت ". ويؤكد انه يزور المستشفي ثلات مرات في الأسبوع ليحصل على موعد لإجراء العملية رغم أن حالته مستعجلة ,ويوضح انه لا يستطيع أن يدفع ثمن العملية في مستشفي خاص فهي باهظة الثمن وهو لا يعمل منذ عدة سنوات . وأكدت وزارة الصحة في الحكومة المقالة أن أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية في قطاع غزة مستمرة وبشكل غير مسبوق، مما يهدد بشكل كامل كافة الخدمات الصحية المقدمة ، حيث وصل رصيد المفقود منها 260 صنفا، مقسمة الى120 صنفاً من الأدوية و140 صنفاً من المستهلكات الطبية. وطالبت الوزارة المقالة في بيان وصل مراسل "جازان نيوز" كافة المؤسسات والهيئات الصحية والحقوقية والإنسانية بالضغط على الحكومة في رام الله للانتظام في توريد كميات الأدوية والمستهلكات الطبية إلى غزة وفق الحصة المقررة التي اقرها البنك الدولي والتي لم تصل منها إلى مشافي القطاع سوى اقل من النصف ، والإنهاء الفوري في استخدام هذا الملف الإنساني كأداة سياسية . أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه بسبب النقص الشديد في الأدوية في مشافي قطاع غزة. وحذر المركز في بيان صحفي تلقاه مراسل "جازان نيوز" في غزة أمس من التدهور الكارثي والخطير الذي يمكن أن تتعرض له صحة سكان القطاع، بمن فيهم المرضى، بخاصة الذين يعانون أمراضاً مزمنة، بسبب نفاد صرف الأدوية والعلاجات الدورية لهم نظراً لعدم توافرها في المرافق الطبية في القطاع. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل 1