قال متحدث باسم القيادة العسكرية في المجلس الانتقالي في العاصمة الليبية طرابلس إن قوات المجلس حاصرت العقيد معمر القذافي وأصبح اعتقاله مجرد "مسألة وقت". ولكن نائب وزير الدفاع في المجلس الانتقالي محمد طنز أشار إلى أنهم لا يعرفون مكان القذافي وأن التركيز حاليا ينصب على السيطرة على كافة الأراضي الليبية بدلا من تعقبه. وتتضارب تصريحات مسؤولي القيادة الليبية الجديدة بشأن مكان ومصير القذافي منذ سقوط طرابلس الشهر الماضي. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس للأنباء عن أنيس شريف العضو في المجلس قوله إن القذافي مازال في ليبيا وإنه تم تعقبه عبر استخدام أحدث التقنيات وعملاء الاستخبارات. وأضاف أن قوات المجلس أصبحت على بعد 60 كيلومترا من المكان الذي يعتقد أن القذافي مختبئ فيه وأحاطت به دون إبداء تفاصيل أخرى. في غضون ذلك أعلن حلف الناتو أن طائراته شنت غارات عدة الثلاثاء حول مدينة سرت مسقط رأس القذافي ودمرت 6 دبابات وسيارات مدرعة. هذا وقد اختتم ممثلون عن المجلس الانتقالي وشيوخ القبائل في مدينة بني وليد محادثات اجروها بشأن تسليم المدينة سلميا. وقال احد كبار المفاوضين من جانب شيوخ القبائل انهم سيعودون الى مدينتهم لإقناع سكانها والقوات الموالية للقذافي بالسماح لقوات المجلس بدخول المدينة. من ناحية أخرى أعلن فتحي باجه المسؤول عن الشؤون السياسية في المجلس الوطني الانتقالي أن وفدا من المجلس يتوجه الأربعاء إلى النيجر ليطلب من هذا البلد تشديد الإجراءات الأمنية على حدوده ومنع أي محاولة لمعمر القذافي أو عائلته لدخول أراضيه. وقال باجه " لدينا وفد يتوجه الاربعاء إلى النيجر ليناقش مع رئيس النيجر ووزير الخارجية تشديد التدابير الأمنية على حدودنا لمنع أي تسلل لجنود القذافي إلى النيجر ووقف أي محاولة من القذافي أو من عائلته للفرار إلى النيجر". وأوضح أنه إذا ما تبين أن مقربين من القذافي قد غادروا ليبيا ناقلين معهم ذهبا ومالا " نريد أن يعيدوا لنا هذه الاموال". وأضاف باجه أنه من الضروري أن تتسلم ليبيا المسؤولين المقربين من القذافي الذين ذهبوا إلى النيجر. وفي المقابل قال وزير خارجية النيجر محمد بازوم إن بلاده لن يكون في استطاعتها إغلاق حدودها لمنع دخول القذافي إلى أراضيها. وأوضح بازوم أن " بلاده لا تستطيع إغلاق حدودها لأنها حدود كبيرة ولا توجد وسائل كافية لإغلاقها". وأكد بازوم أن القذافي لم يدخل النيجر ولم يطلب منه الدخول إليها. وفيما يتعلق بالمسؤولين الليبيين الموالين للقذافي، قال بازوم إن لهم الحرية في البقاء في النيجر أو الرحيل منها. وكان وزير داخلية النيجر قد صرح بأن بلاده سمحت بدخول عدد من المسؤولين الليبيين السابقين من بينهم منصور الضو قائد قوات كتائب القذافي الأمنية في طرابلس لاعتبارات إنسانية. كما أفادت تقارير بأن قافلة تحمل العشرات من الموالين للقذافي المدججين بالأسلحة وكذلك كميات من الذهب والنقود السائلة قد عبرت الحدود إلى النيجر عبر مدينة أغاديز الصحراوية. وقال فتحي باجه إن العربات التي تحمل ذهبا ومبالغ باليورو والدولار قد عبرت جفرا إلى النيجر بمساعدة أفراد من الطوارق من قبائل النيجر. وكانت واشنطن دعت الى اعتقال المطلوبين من اعوان القذافي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان واشنطن شجعت المسؤولين في النيجر بقوة على اعتقال اي شخص من هؤلاء يمكن ان يكون مطلوبا للعدالة، واحتجاز اي اموال او نفائس قد تحملها القافلة. من جانبها نفت حكومة بوركينا فاسو انها عرضت على القذافي واعوانه اللجوء اليها. وقال متحدث باسم الحكومة ان بوركينا فاسو دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وتحترم التزاماتها الدولية. وتأتي تعليقات المسؤول بعد ما رددت انباء ان القذافي ربما يتجه عبر النيجر الى بوركينا فاسو، وان المسؤولين هناك عرضوا عليه اللجوء اليها مع اعوانه واسرته. وعلى الصعيد الميداني انهت قوات المجلس الوطني الانتقالي محادثات مع وفد من اعيان وزعماء القبائل في بلدة بني وليد للتوصل الى صيغة لتسليم المدينة سلميا. وقال احد ابرز المفاوضين من وجهاء البلدة لبي بي بي ان الوفد المفاوض عاد الى البلدة، وان القوات الموالية للقذافي سمحت للوفد بالعودة اليها. وقال ان الوفد واثق من التوصل الى حل سلمي للمواجهة الحالية، حيث ترفض قوات القذافي الاستسلام، وتستمر قوات المجلس بتطويق البلدة. وتعتبر بلدة بني وليد من آخر معاقل القذافي، حيث يخشى السكان تعرضهم للانتقام على يد القوات المعارضة له. خارطة هروب القذافي 5