استحوذ اختفاء الزعيم الليبي الهارب معمر القذافي عن الأنظار على الاهتمام بعد سقوط طرابلس بيد الثوار، وهروب معظم أفراد عائلة القذافي، وفي هذا الإطار أعلنت الخارجية الأمريكية أمس أن الولاياتالمتحدة «لا تعتقد» أن القذافي كان ضمن موكب السيارات الليبية الذي دخل النيجر. وقالت المتحدثة فيكتوريا نولاند: إنه وفق المعلومات التي حصلت عليها واشنطن، «فإن مسؤولين كبارا في النظام الليبي السابق كانوا في الموكب»، لكنها تداركت «لا نعتقد أن القذافي نفسه كان من ضمنهم». من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا: إن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي هارب ومكانه غير معروف. فيما قال جلال القلال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي: إن «هذا النوع من المواكب يقل عادة القذافي أو أحد أبنائه». لكن وزير خارجية النيجر محمد بازوم أكد أن القذافي لم يكن في الموكب. وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية: إن القذافي يجب أن يقدم للعدالة سواء كان ذلك في ليبيا أو أمام المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف بالنسبة للقذافي فإنه بالطبع خارج الصورة السياسية لليبيا الجديدة التي تنشأ اليوم، الأمر سيكون بيد السلطات الليبية الجديدة لاتخاذ قرار بشأن الملاحقة القضائية.. سواء في ليبيا أو في لاهاي في المحكمة الجنائية الدولية. هذا وعرضت بوركينا فاسو وهي مستعمرة فرنسية سابقة ومتلق سابق لمعونات ليبية ضخمة اللجوء على القذافي قبل نحو أسبوعين لكنها اعترفت أيضا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كحكومة شرعية في ليبيا. وذكرت قناة العربية الفضائية في وقت سابق أن القذافي لم يكن جزءا من موكب العربات الذي عبر الحدود إلى النيجر من ليبيا أمس. ونسبت القناة ذلك إلى وزير خارجية النيجر بازومي محمد على الرغم من عدم بث مقابلة معه. وقال فاليرو إنه لا علم لديه بموكب السيارات المذكور أو أي وساطة فرنسية بشأن إمكانية خروج القذافي للمنفى. إلى ذلك، يستعد الثوار الليبيون لدخول مدينة بني وليد سلميا عقب اللقاء الذي جمع عددا من قيادييهم ووجهاء من المدينة المحاصرة منذ عدة أيام. ووافق وجهاء المدينة على دخول الثوار إلى مدينتهم على أن يتعهدوا لهم بعدم انتهاك حرمات البيوت أو تنفيذ أية تصفيات جسدية للسكان الموالين لنظام القذافي المنهار، مع استعدادهم لتسليم أسلحتهم طوعا وعدم القيام بأي أعمال عسكرية ضد الثوار.