رغم تأخر التنظيم في الإعلان عن زعيمه الجديد رغم تأخر تنظيم «القاعدة» في الإعلان عن زعيمه الجديد، كانت الظروف المحيطة بهرم التنظيم في أفغانستان تعطي مؤشرات واضحة بأن أيمن الظواهري هو من سيتولى القيادة، خلفا لأسامة بن لادن. وعلى الرغم من صدور بيان عن «القيادة العامة لجماعة قاعدة الجهاد»، في ال 16 من الشهر الجاري، أعلنت فيه تولي الظواهري إمرة القاعدة، لكن مجيئ هذا الإعلان نفسه بعد 14 يوماً من اغتيال بن لادن يضع فرضيتين أساسيتين، بحسب نجم رفيق، الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والخبير في شؤون الجماعات المسلحة. أول الفرضيتين، بحسب الباحث، أن ثمة شقاق داخل صفوف «القاعدة» التي تشعبت في دول العالم وتعددت فروعها على مختلف الجنسيات العربية وغيرها، وهو ما وسع من دائرة أيدوليجياتها وأهدافها الإقليمية، كما أن توسع التنظيم أفقده المركزية في ظل ما تتعرض له القيادات من مطاردة من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العالمية. وعزز رفيق، من فرضية الفرقة داخل القاعدة قائلا إنه «حتى اللحظة لم يصدر أي بيان من فرع من فروع القاعدة في اليمن أو شمال أفريقيا أو العراق وغيرها، ترحب أو تندد بتولي الظواهري زمام القيادة كما فعلت طالبان أفغانستانوباكستان». وأشار رفيق في تصريح، ل«المصري اليوم»، إلى ما يثار من تساؤلات حول القدرات العسكرية للقاعدة، وقال «أين ذهبت قوتهم العسكرية.. بعد مقتل بن لادن لم نشهد عمليات انتقامية كبرى على المستوى الذي عهدناه، بعد مقتل مؤسس فرع العراق، أبو مصعب الزرقاوي، ولا على المستوى الذي هددوا به». أما الفرضية الأساسية الثانية، فيقول رفيق إنها «تكمن في أن أعضاء مجلس شورى القاعدة المعروفون كالظواهري، وأبو يحيى الليبي، وسليمان أبو الغيث، وغيرهم يتمتعون بحماية أمنية عالية خاصة بعد مقتل بن لادن، لذا يصعب جمعهم في مكان وآن واحد، أو التواصل معهم عبر الرسائل والمراسيل في وقت قصير، فهي أسباب لوجستية تدفع التنظيم للتأخر، خاصة أن المجلس يضم قيادات سرية لغير الأعضاء البارزين فيها، وهو بمثابة أمر طبيعي في حال تنظيم مطارد ومستهدف من قبل الأجهزة الاستخباراتية العالمية». وأشار الباحث الاستراتيجي إلى أن الظواهري لا يملك شخصية كاريزمية مثل بن لادن، «إلا أن الظواهري لديه مؤهلات ترقيه لقيادة القاعدة نحو أهدافه التي كانت تتفق مع بن لادن في كثير من الأحيان وتختلف في مواضع أخرى، على رأسها حجم المشروع الجهادي ضد ما كانا يصفانه بالصليبية العالمية، وإقامة دولة الخلافة العباسية والأموية (الإسلامية) عبر استهداف الحكومات العربية وهو الموقف الذي كان يحبذه ويدفع باتجاهه الظواهري». وأضاف رفيق، أن «تاريخ الظواهري الذي عرف بعدائه الشديد للولايات المتحدةالأمريكية والغرب، واتهامه ضمن مجموعة مصرية باغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ومحصوله العلمي الوافر في الطب والعلوم الشرعية والسياسية والاستراتيجية، جعلت منه أحد المقربين لزعيم القاعدة منذ دخوله باكستان عام 1985، حتى قيل إنه رجل نافذ، إلى أن تبين أنه شارك بالفعل في وضع اللبنة الأولى لأيدولوجية القاعدة، وفي حين كان البعض يصف بن لادن بأنه ممول القاعدة، كان آخرون يرون أن الظواهري هو (عقله المدبر)». ويقول رفيق إنه بالنظر ل«إنجازات» الظواهري، من هجمات على سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا، والهجوم على المدمرة الأمريكية في خليج عدن، فإن كل ذلك سيجعل من تنظيم القاعدة تحت قيادته أكثر خطورة،«قد يكون الأخطبوط الذي سيمسك بجميع فروع القاعدة في العالم ويجعلها أكثر تقاربا باتجاه مشروعه الجهادي العالمي وضرب الصليبية العالمية». 8