أن القيم الإنسانية من الصفات الجميلة التي يتمنى كل إنسان أن يتحلى بها ، ومما شدني للكتابة عن هذه القيم أهميتها العظيمة وأرتباطها لدى حياة الإنسان ،فمن خلال ممارستي للحياة وجدت حقيقة أن من يمتلك هذه القيم فعلياً في حياته بكل جوانبها ، ويطبقها في شوؤون حياته فإنه يضمن الفلاح، والنجاة، لأن هذه القيم تجعل الإنسان يحيى حياة سليمة وتعمل على إصلاحه نفسيًا وعقليًا، وترشده إلى أعمال الخير والإحسان. وقد يسأل البعض ماهي القيم الإنسانية :، هي مجموعة من المبادئ التي تقوم عليها الحياة والتي يسعى الإنسان للتحلي بها ، فهي التي تساعده على أن يحيى حياة كريمة وسليمة، فهي التي تحفظ كرامته وحريته، وتدعم حقوقه، وتحثه على القيام بواجباته، كما تحافظ على عرضه وماله وعقله.وقالوا هي مجموعة الأخلاق والعادات الاجتماعيّة والسلوكيّة والمبادئ والمُثل التي ينشأ عليها الفرد منذ نعومة أظفاره وتسّتمر معه طوال حياته، ويتمّ ممارستها بشكلٍّ عفويٍّ وطبيعيٍّ . والقيم الإنسانية منها: القيم والأخلاق الحميدة؛ كالصدق، والأمانة ، والتعاون على الخير، وحب الآخرين، ومساعدة المحتاجين، والمودة، والاهتمام بالناس، وتفقُّد الضعفاء، وإرساء العدالة ، وتشمل ايضاً على الأحترام ، والاستماع، والتعاطف، والمودة، والتقدير وغيرها الكثير .فالقيم تبنى مع الإنسان من خلال حياته وتجاربه وتصبح لدية الحكمة من وراء القيم والمبادئ التي يعيش عليها، وهذه القيم يكتسبها الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يرثهما، ولا تكون فطريّة، بل تكون نتيجة التنشئة الاجتماعيّة للفرد التي ينشأ عليها منذ وقت ولادته وتستمر معه طوال حياته. وعلى ذلك يجب على كل أب أن يعلم أبنائه على القيم الإنسانية منذ مراحلهم العمرية الأولى، وتنميتها لديهم فعندما تزرع هذه القيم في جوف الإنسان منذ طفولته، تحصد نتائجها وعمقها مهما اشتدت الظروف، لا تتغير ولا تتبدل، بل تصبح فعالة وقوية وقت الأزمات . وهذه القيم كي تُطبق لا بد أن يمارسها الأب أولاً ويشعر بها جميع الأفراد، وهي سلسلة تنمو وتتطور من فرد لآخر، لتصبح قدوة جميلة وعميقة وإنسانية ، فكيف يريد أن يتأثر أبناؤه من دون أن يروها كحقيقة في تصرفات والدهم أو النموذج الذي أمامهم،و لا تكتسب بالنصائح العابرة بل بالقدوة والمثل الأعلى، فهناك قدر كبير من سلوك الأبناء يكتسب عن هذا الطريق ، فعندما ينجح الأب في امتلاك هذه القيم الإنسانية ويطبقها في شؤون حياته، يستطيع أن يزرعها بإخلاص في قلوب أبنائه وأحبابه منذ مراحلهم العمرية الأولى ، فهم الذين سيمسكون زمام القيادة في المستقبل، وهم من يحتاجون إلى وجود قاعدة أخلاقية قوية لديهم، تعينهم على المُضيِّ قُدُمُاً في حياتهم . ومن فوائد التحلي فالقيم الإنسانية توطِّد أواصر الإخاء والمحبة بين جميع أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون في عالم مليء بالحب والسلام ومراعاة مشاعر الآخر وظروفه واحتياجاته، وتزداد أعمال الخير مع وجود القيم الإنسانية في المجتمع من مساعدة الفقراء وقضاء حوائج الآخر والمواساة والايثار ، وتزيد من احترام الفرد لذاته، فحينما يتلقى الفرد المعاملة الحسنة والاحترام من حوله ويرى تقديرًا لدوره واحترامًا لكرامته، فإن هذا يزيد من احترامه لنفسه واحساسه بالانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه ،وساهم في قرارات الأفراد وتسيطر على حياتهم الفكرية والسلوكية، ومن الممكن تمييز الفرد الذي يتحلى بتلك القيم عن غيره من خلال مساهماته وأفعاله بين أفراد عائلته ومجتمعة . وتُعَدُّ القيم الانسانية الطريق الذي يُخرج الإنسان من الظلام أو الجهل الفكري إلى العلم والنور ، والتمسك بها تجعل المرء قادراً على التّحلّي بالقيم الأخلاقيّة، مثل: العدالة والنزاهة، ورفض العنف، ومنع القتل، كما تُشكّل القيم وسيلة لإداراة العلاقات الإنسانيّة وأداة للسلام .وما حملني على بذور هذه القيم؛ غيابها لدى بعض الأبناء ومحاولة لغرسها في الأجيال القادمة للحد من انهيار الأفراد والمجتمعات ، ولأهميتها العظيمة وارتباطها لدى حياة الإنسان .