إن العمل التطوعي هو البنية الأساسية لتكامل بناء المجتمع وتقوية روابطه، وهو العمل الذي نحتاج إليه جميعاً في مختلف مراحلنا العمرية حتى نلبي احتياجاتنا وما نريده من الآخرين، فكم من إنسان عانق نجاحه وتفوقه بالحياة كان بسبب أنه تطوع بنفسه وعمل بلا مقابل سوى رضا الله سبحانه بأي وسيلة كانت بفكرة ما، او بمشروع خيري، أو حتى بأقل وبأبسط ما يمكن فعله من الماديات المحسوسة أو بكلمة ترفع معنوية فرد كابد الحياة، وبعدها نجح في إكمال مسيرة تفوقه ونجاحه، وكم من متطوع أنقذ حياة ملايين من البشر فجعل راية عمله ومبدأه في الحياة هو أن يعيش الآخرون بسلام. بصفة عامة إن التطوع هو مصدر إلهام وطاقة كل شيء في الدنيا، متى ما أراد الشخص أن يعمل خير فبإمكانه أن يعمل بأي وقت ممكن، متى ما سنحت له الفرصة في العمل بالوقت المناسب، فالعمل التطوعي هو العطاء بلا حدود والسخاء لا منتهى له، والعمل بلا مقابل، فهو يطبع أثرا إيجابيا على شخصية الفرد وفي تفكيره، ولا ننكر ذلك من تأثير المتطوعين بالعمل، ولعل من أهم سمات المتطوعين أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى، والاستعداد التام للعمل، والقدرة على إدارة الوقت بشكل فعال، وضبط الانفعالات، والتحلي بالأمانة والصبر والتواضع فكل ما كان المتطوع أكثر عملاً وجهداً زاد إيمانه وعزيمته وإرادته على فعل الخير والحصول على الأجر من الله تعالى واقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. إن ثقافة العمل التطوعي في المجتمع لها أهمية كبرى في حياتنا فهي المنتجة للخير، والمساهمة على بقاء الآخرين في مودة واتصال بينهم، فإذا لم تكن هناك أي وسيلة تساعد على العمل التطوعي في ارتقائه فسيشكل فجوة بين المحيطين لنا، ولن يتم العمل التطوعي على الوجه الصحيح، فلابد منا أن نزرع ثقافة التطوع في أنفسنا وفي كل مكان، والوعي بأهميتها حتى نتمكن من نشر رسالة التطوع وما تحتويه من مغزى، وتشمل فائدة العمل التطوعي على النفس في بناء شخصية الفرد، والشعور بقيمة ذاته، وإيجاد معنى للحياة، وتنمي خبراته ومهاراته، وتساعد الآخرين على تحقيق الشعور بالانجاز، والسعادة، والرضا، والانتماء، ونيل الأجر والتوفيق من الله تعالى كما قال عز وجل في آياته:(وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً). فالدين حثنا على ذلك وأمرنا بأن نتطوع أي كانت الصور والأعمال التطوعية. أيضاً من جانب آخر هناك من الأشخاص من لديه قصور في معرفة العمل التطوعي فلا يعرف ما هو التطوع، ولماذا نتطوع وقد يحصر مفهومه بمجال واحد في العمل في مساعدة الآخرين فقط، فالتطوع له عدة مجالات يستطيع أي فرد منا أن يتطوع فيها بكل الأعمال منها الديني، والصحي، والكتروني، والفني والمهني، وفي مجال الاغاثي البيئي والاجتماعي، فمجال التطوع متاح للجميع متى ما أراد الشخص أن يعمل في سبيل خدمة الدين والمجتمع.