اشارت ادبيات التربية الى أهمية القيم في حياة المجتمعات وفي حياة الأفراد اذ أن القيم التي تسود أي مجتمع تعد مؤشرا مهما على نضجه وفهمه لدوره في الحياة . ولعل الكثير من المجتمعات المبدعة في حياتها تسودها قيم معينة اوصلتها لهذه النجاحات وهذه الابداعات . ومما يميز ديننا الاسلامي انه دين القيم والمتمثلة في مصدر التشريع الاسلامي القرآن والسنة النبوية قال الرسول عليه الصلاة والسلام بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . ومفهوم القيم بأنها مجموعة المعتقدات والاتجاهات والميول التي نمارسها في حياتنا ونعتقد بأنها صحيحة . ويشير المعنيون بمفهوم القيم بأن القيم عبارة عن منظومة متنوعة فمن هذه القيم القيمة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية والبيئية والرياضية والوطنية والصحية . وهناك قيم عالمية تشترك فيها جميع شعوب العالم ومنها الانسان الصالح الذي يحمل قيمه في كل مكان يذهب اليه فليست القيم محددة بمكان الشخص الذي يعيش فيه بل من خلال وجوده وحياته . وهناك قيم التسامح والمسؤولية وقيم احترام الآخر والتعامل معه وقيم التعاون وقيم التقدير وقيم التعايش وقيم احترام الثقافات وقيم احترام الذات وقيم العدالة والحوار والسلام والصدق . وتستمد غالبا المجتمعات قيمها من معتقداتها ومن الاسرة ومن المدرسة والاصدقاء والاعلام . وتتشكل القيم لدى الافراد غالبا من ولادته من الاسرة فهي المعنية بتشكيل قيمه وخاصة ان علماء الاجتماع يؤكدون على الطفل تتشكل قيمه بنسبة 80% من الاسرة . ثم تبدأ المدرسة بتعزيز هذه القيم وتشكيلها حتى بلوغ الطفل سن الاربعة عشر وتشارك وسائل الاعلام كذلك تشكيل هذه القيم وتعزيزها كما الاقران لهم دور في تكوين هذه القيم . ولقد اكد خبراء التربية بأن القيم تكون مؤثرة في حياة الانسان عندما تمر من خلال القنوات التالية : معرفة مصدر القيمة : تختلف مصادر القيم من مجتمع الى آخر وهذا الاختلاف طبيعي حسب فلسفة هذه المجتمعات لحياتها وحضارتها وثقافتها . معرفة معنى القيم : يستحسن بنا كمتعلمين ان نحسن زراعة القيم لدى ابنائنا وهذا لا يتأتى الا من خلال تعريف الأبناء بمعنى القيمة المكتسبة واهميتها له ولأسرته ولمجتمعه وفوائد هذه القيمة وخطورة اهمالها وتركها. وللتأثير الثقافي أهمية كبرى في غرس القيم لدى النشأ فكل ما كانت بيئة الانسان الثقافية واعية ومدركة للمتغيرات الثقافية العالمية والمحلية استطاعت ان تزرع القيم الثقافية لدى ابنائها بشكل علمي وناجح كما ان التأثير الثقافي للمجتمع له دور كبير في ذلك . وتعلم القيم ليس له عمر معين بل يبدأ من ولادة الانسان الى وفاته فهو يتعلم المعرفة ويطبقها في حياته لذلك نجد ان تعلم القيم مستمر مع الانسان ولعل القارئ لمجتمعاتنا العربية يشعر ان القيم تمارس فيه بشكل جيد وان مؤسسات المجتمع حريصة عليها كل حسب اختصاصه ولكننا بحاجة الى تعزيزها بشكل اكبر واوسع من خلال مؤسسات المجتمع المدني واهمها الاسرة التي تعمل على ترابط المجتمع ووحدته ومواجهة المتغيرات المتسارعة ولعل ذلك من خلال برامج تدريبية تقدم للأب والأم قبل الزواج وبعد الزواج او من خلال قنوات فضائية تقدم التدريب عن بعد . ثم يأتي دور المدرسة من خلال برامج الانشطة الموجهة والتي تركز على مجموعة من القيم حسب المرحلة العمرية للطلاب والطالبات . ويأتي دور الاعلام في تعزيز هذه القيم من خلال القنوات الاجتماعية التي تهدف الى تعزيز رسالتها في المجتمع .