أحمد الله على ظهور لائحة عقوبات مجلس الشورى -المادية و المعنوية- لكل من لا يحترم قواعد الذوق العام ، و لكل من تسول له نفسه للقيام بأي عمل يتعارض مع هذا المبدأ. منذ أن تحدث ولي العهد الشاب، الأمير محمد بن سلمان عن رؤيته الجديدة ل 2030، استبشرت خيراً، و علمت بأن عصر الملك سلمان سيكون مختلفاً عن باقي العصور التي مرت على المملكة، تنفق الدولة مبالغ طائلة على التشجير، بناء المرافق العامة، تحسين المنتزهات و فعاليات الترفيه التي شملت جميع الفئات مؤخراً، جاهدة لتضعنا مع دول الصف الأول في شتى المجالات، ليس فقط المعنية بسياستنا الدولية أو المحلية، بل و المتعلقة أيضًا بالمستوى الإجتماعي للفرد، و يأتي بعض الجهلة بكل سهولة و عدم الإحساس بأي مسؤلية و يقوم بتخريب تلك المنشئات، سواءً بالتكسير، الإتلاف المتعمد أو سوء الإستخدام. و مالم يكن كذلك نراه في تصرفات بعض الآخرين من الذين اتخذوا من الرؤية عذراً لكسر بعض قواعد الأدب في اللبس المؤذي للعينين الخادش للحياء و التصرفات في بعض الفعاليات التي لا تنم عن الأدب و الأخلاق و تنافيها بشكل صارخ.. متى سنتعلم و متى سنرتقي..؟؟ غضب الكثير مني عندما قلت نحن شعب جاهل و أنا لا ألوم الغرب عندما يشتكي منا فيما يختص بهذا الموضوع، شعرت بألم بالغ بعد افتتاح الكورنيش الجديد بمدينة جدة، على الرغم من الجهود الرائعة التي أهدتنا مرافق ساحلية أجمل، الا أن هناك أيادٍ كانت جهودها في التخريب أكبر، ألعاب الأطفال مكسورة، بعض الكراسي و الجدران كتب عليها كلمات سخيفة لم أعرف حتى الآن مالسبب خلفها.. و حتى في الحفلات العامة، لاحظ المنظر العام قبل و بعد، بسبب مخلفات الأكل، أعقاب السجائر، علب المشروبات الغازية الملقاة في كل مكان، مع تواجد حاوية نفايات في كل مكان، اذاً الأمر لم يعد قاصراً على جهود الدولة، بل ثقافة التخريب و الإهمال هي ثقافة شعبنا للأسف. في أمريكا، أوروبا و سنغافورة لا يجرؤ أحد على فتح نافذة السيارة في الطريق ليلقي بعبوة ماء فارغة أو بقايا أكل، ينظر إليه الجميع كمن تم ضبطه بالجرم المشهود، و تقوم الدولة بتغريمه و حبسه ان استدعى الوضع، و نحن هنا نفتح النافذة بكل جرأة و نلقي بكل النفايات في وسط الطريق، و المستفز في الأمر من يرى الفعل لا يستنكره بل يغتنمها فرصة ليفعل هو الآخر نفس الشيء. و أتمنى أن تطال هذه اللائحة من يفتح نافذته ليبصق في وسط الشارع أو يقوم بأي فعل يتنافى مع الآداب العامة. تذكر دوماً، أنت لست متعلمًا أو مثقفًا بقدر ما تحصد من شهادات و تقرأ من كتب، بل بقدر ما تكون قدوة يحتذى بها في أفعالك و أقوالك.