السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما قبل : فإني اتحدث هنا بصفتي الشخصية الفردية ولن اتحدث بصيغة الجمع ، لأنه لم يقم احد بترشيحي او توكيلي شرعاً أن اتحدث عنهم ، بل هي مبادرة شخصية منّي وأما بعد : فقد توثّبتُ كما يفعل المنتظر لبشارةٍ تفرحه أو لخبرٍ سارٍ يسعده في العشرين من رجب لهذا العام 1440ه الموافق السابع والعشرين من مارس 2019م ،وكانت أحلامي وطموحاتي تتوافق مع رؤية (2030) والتي أطلقها سمو ولي العهد يحفظه الله . ورغم حرصي على حضور هذه المناسبة الغالية على قلبي وعقلي على حدٍّ سواء فقد آثرت على نفسي أن أتجلّى بمفردي في منزلي وأمام شاشة التلفاز وفي خاطري أن الكون قد لا يتسع لفرحي بالتصفيق تارةً والتهليل تارةً أخرى لما اتطلع اليه في رؤية وخطة وزارة الثقافة للمرحلة المقبلة ؛ حتى أنني بدأت استرجع ذكريات زمن أمضيته في الحقل الإعلامي والثقافي على مدى (40) أربعين عاماً ، وأن الأمنيات بدأت تتحقق ولو في خريف العمر (60) عاما أبليت وقتاً في التحضير لهذا الحدث وتسمّرتُ كمن ينتظر اسمه بين الرفاق بسكنٍ يأويه أو بِمَارٍّ في طريقٍّ يقيه الرمضاء من ويلاتها هكذا كنت أرتقب بدأ الحفل وكلّي ثقة في هذا اليقين الذي توشّحت به . حين وقفتَ سموكم أمام منصّة الكلام حدّقت بلا وجه وكدتُ أرقص بلا ساق كما يقول الشاعر الفيتوري( رحمه الله) : "انتهت كلمتك وصفُق الحضور ". * توقعت في حديثك امام المنتظرين أن تسرد لنا الرؤية بكل تفاصيلها لا أن ننتظرها بعملٍ فني ( جرافيكس) * وكنت اتوقع أن تشمل هذه الرؤية ما سبقها من تطلعات في أنها ستحتفي بالمثقف والأديب والمفكر * وكنت أتأمل أن يُدرج فيها مقترح إعادة قناة ثقافية تلفزيونية تقدم الثقافة والمثقف على وجه يليق بهذا الوطن وكل مخزونه الثقافي والأدبي والتراثي وووو...الخ * وكنت أتوقع أن تشمل صندوق المثقف والأديب والمفكر ( صندوقاً) لمن تجبره ظروف الحياة والعوز أن تمدّ له الوزارة ما يجدر به دوم مِنّةٍ أو حرج * توقعت أن تعالج الرؤية موضوع الأندية الأدبية والثقافية وإصلاح هيكلتها وفق توصيات اللجنة المكلفة بذلك والتي أمضت عامين كاملين من العمل بها وما عُرفت به ( لائحة الأندية الأدبية ) وقد تصدى لها نخبة من المثقفين وذوي الخبرات في الإدارة والتنظيم والقانون * توقعت أن نسمع بتأسيس مراكز ثقافية شاملة في جميع مناطق المملكة تكون مهمتها الرئيسة إحتواء المناشط بمختلف أشكالها وألوانها وكانت فكرة تداولها النقاش سنوات ليست قصيرة * توقعت أن نفرح بإعادة جائزة الدولة التقديرية التي تعنى بمن قدموا وخدموا البلاد عبر حياتهم وقد توقّفَت منذ ثلاثة عقود مضت واكثر وهي سنّة حميدة في كل أرجاء الوطن العربي وغيره من البلدان التي تحتفي برموزها الثقافية والفكرية * توقعت إنشاء متحف وطني فعّال يضم كل الأعمال الفنية والتراثية على اقل تقدير في مناطق المحور او المركز من بلادنا وتبنّي دعم المتاحف الخاصة مادياً ومعنوياً * توقعت دعم جمعيات الثقافة والفنون بما يلزمها مادياً حتى تنهض بفكرة المعاهد المتخصصة التي تضمنتها الرؤية * توقعت أن حُلم المثقف سيغدو حقيقةً ليلة الرؤية المنتظرة . أما أخيراً سمو وزير الثقافة : فإني أضع هذه الأمنيات والأحلام والتوقعات أمام طموح الرؤية في سموكم الكريم