وزير الطاقة ونظيره الهيليني يترأسان اجتماعات الدورة الأولى للجنة الطاقة بمجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي الهيليني    الأردن: السجن ل 3 متهمين في قضية «حج الزيارة»    فليك: برشلونة يتطور.. وفالفيردي: لامال لاعب استثنائي    الرماح والمغيرة يمثلان السعودية في رالي داكار 2025    النقش على الحجر    من أنا ؟ سؤال مجرد    ولي العهد عنوان المجد    إطلاق الوضيحي والغزال والنعام في محمية الإمام تركي بن عبدالله    النصر في منعطف الأخدود.. الفتح يخشى الوحدة.. الرياض يصطدم بالخليج    ولي العهد وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية الروسية    رابطة العالم الإسلامي تُدين وترفض خريطة إسرائيلية مزعومة تضم أجزاءً من الأردن ولبنان وسوريا    "حرفة" يعرّف بدور محافظات منطقة حائل في دعم وتمكين الحرفيين    هوبال    الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية في غزة لليوم ال460    ما ينفع لا ما يُعجب    345.818 حالة إسعافية باشرها "هلال مكة" 2024    أمانة مكة تعالج الآثار الناتجة عن الحالة المطرية    بيئة الجوف تنفّذ 2703 زيارات تفتيشية    نائب أمير تبوك يطلع على أداء الخدمات الصحية    11,9 مليار ريال إجمالي تمويل العقود المدعومة للإسكان في 2024    تعزيز التعاون السياحي السعودي - الصيني    بلدية محافظة الشماسية تكرّم متقاعديها تقديرًا لعطائهم    مفاوضات إيرانية صينية لتخليص صفقة بيع نفط بقيمة 1.7 مليار دولار    تدشين المرحلة الثانية من «مسارات شوران» بالمدينة    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    طالبات من دول العالم يطلعن على جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل حملة "التوعية باللعب الالكتروني الصحي"    67 % ضعف دعم الإدارة لسلامة المرضى    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة ينجح في استئصال جزء من القولون مصاب بورم سرطاني بفتحة واحدة    2.1 مليون مستفيد في مستشفى الملك خالد بالخرج    انطلاق المهرجان الأول للأسماك في عسير    الاتحاد والهلال    أمير المدينة يطلع على مشاريع تنموية بقيمة 100 مليون ريال    بناء جيل رياضي للمستقبل !    الاتحاد يوافق على إعارة "حاجي" ل"الرياض" حتى نهاية الموسم    "القادسية" يحقّق بطولة "طواف الأندية السعودية" 2025    «ترمب شايل سيفه»    دور سوريا المأمول!    تحرير الوعي العربي أصعب من تحرير فلسطين    التأبين أمر مجهد    قصة أغرب سارق دجاج في العالم    المنتخب الجيد!    وزير الخارجية ومفوض"الأونروا" يبحثان التعاون    القيادة تعزي رئيس جمهورية الصين الشعبية في ضحايا الزلزال الذي وقع جنوب غرب بلاده    إنتاج السمن البري    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    المملكة تتصدر حجم الاستثمار الجريء في عام 2024    أسرتا الربيعان والعقيلي تزفان محمد لعش الزوجية    دكتور فارس باعوض في القفص الذهبي    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    على شاطئ أبحر في جدة .. آل بن مرضاح المري وآل الزهراني يحتفلون بقعد قران عبدالله    تعزيز الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي    اطلع على إنجازات معهد ريادة الأعمال.. أمير المدينة ينوه بدعم القيادة للمنظومة العدلية    يهرب مخدرات بسبب مسلسل تلفزيوني    «الجوازات»: إمكانية تجديد هوية مقيم وتمديد تأشيرة الخروج والعودة للمقيمين خارج السعودية    هل تعود أحداث الحجْر والهلع من جديد.. بسبب فايروس صيني ؟    نائب أمير منطقة تبوك يزور مهرجان شتاء تبوك    نائب وزير الداخلية يستقبل السفير المصري لدى المملكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلم المراكز الثقافية وصندوق الأدباء يتصدران قائمة تطلعات المثقفين في ميزانية 2011م

مع صدور ميزانية المملكة العربية السعودية للعام 2011م، ارتفع سقف تطلعات المثقفين والأدباء والمفكرين لتحقيق جملة من المشروعات الثقافية التي يرونها ضرورية لإبقاء شعلة الثقافة والأدب السعودي متقدة، ومثمرة، حيث اتفق أغلب المشاركين في هذا الاستطلاع أن إنزال مشروع المراكز الثقافية إلى أرض الواقع يمثّل أولوية بالنسبة للحراك الثقافي، مطالبين كذلك بإنشاء صندوق دعم للأدباء والمثقفين لتلمس احتياجاتهم، ومساندتهم في ظروف الحياة، فيما طالب البعض بدعم الأندية الأدبية وتهيئة مبانيها وتجهزيها بكل المستلزمات التي تمكنها من أداء رسالتها التي من أجلها أنشئت، مع اهتمام مماثل بمقار الكتاب في مدن المملكة المختلفة، وتفعيل المشاركات الخارجية، والعناية بالنشر وتسويق المنتجات الأدبية والفكرية والثقافية السعودية.. وغيرها من التطلعات والآمال التي بثها المشاركون في سياق هذا الاستطلاع..
حلم المراكز الثقافية
استهلالًا يرى الدكتور زيد بن علي الفضيل أن الثقافة بوصفها الانعكاس الجوهري لنشاط المجتمع وتطور الحراك التفاعلي على مختلف أنساقه المتنوعة سياسية أو اقتصادية أو تعليمية، سيكون لها الاهتمام الكبير ضمن الميزانية المالية لهذا العام، لا سيما أن الحالة الثقافية في المملكة في تطور مستمر، والنمو آخذ في الازدياد بشكل إيجابي، علاوة على كثافة الحراك الثقافي الذي تتبناه المملكة عبر مختلف مؤسساتها الأكاديمية والمعرفية كما هو الحال مع مهرجان الجنادرية الثقافي والتراثي الذي أصبح نموذجًا فريدًا ضمن محيطنا الثقافي العربي والعالمي بوجه عام، ناهيك عن المؤتمرات والملتقيات التي تنظمها مؤسسة الملك فيصل ودارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني، وما تنظمه الجامعات كما هو الحال مع المؤتمر الأخير الذي نظمته الجامعة الإسلامية، وكذلك ما تقوم بتنظيمه الأندية الثقافية كالملتقى الأخير حول امرئ القيس في نادي القصيم، وكملتقى قراءة النص الشهير الذي ينظمه النادي الثقافي الأدبي بجدة، إلى غير ذلك. كل ذلك كفيل من وجهة نظري بأن تحظى الثقافة والمثقفين باهتمام بارز في الميزانية المالية الجديدة.
وحول أبرز المطالب المهمة والملحة التي يرى أنه من الضروري المسارعة في إنجازها يضيف الفضيل: أتمنى بأن يتحقق مشروع المراكز الثقافية الذي طرحه معالي وزير الثقافة والإعلام بالشكل الذي يفي بالغرض، وكم أنا بشوق لرؤية تلك الصروح الثقافية التي تتزين بها مدننا، وما أروع وأجمل أن تأتلف الجموع رجالًا ونساءً، أطفالًا وشيبًا، في مركز ثقافي حضاري، يعكس في تصميمه روح وتاريخ المدينة العتيد، يكون مجهزًا بأحدث تقنيات الإضاءة، والتقنيات الفنية الأخرى من صوت وصورة، شامل على مسرح مغلق واسع، وآخر مفتوح بالشكل الذي يتناسب وطبيعة مناخ المدينة، وحاضنًا للعديد من المراسم الفنية، وقاعات للمحاضرات، وقاعات للعرض «أتيليه»، ومكتبة مكتنزة بمختلف المعارف الأدبية والفنية والموسيقية، علاوة على اشتماله للعديد من المقاهي الترفيهية ومكانًا للألعاب الترفيهية، ليكون مركزًا مكتملًا بحق تجتمع فيه العائلة بكل أطيافها لتشاهد مختلف المحافل الثقافية والفنية. إنه حلم ورجاء أن يتم، ويمكن ذلك إن وجدت الإرادة والجدية في العمل.
تنمية ثقافية شاملة
ويشارك القاص محمد علي قدس بقوله: إذا كان خبراء الاقتصاد يؤكدون أن ميزانية الدولة لهذا العام والتي حققت نموًّا كبيرًا بأرقام ضخمة تحسب بالمليارات هذا العام، مما يعني إتاحة العمل على إنجاز أكبر قدر من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية، فإن ما يعنينا ويهمنا هو ما تم تخصيصه لقطاعي التعليم والثقافة، خصوصًا أن خطط التنمية الأخير تؤكد بناء الإنسان السعودي، فالتوسع في مجال تنويع مخرجات التعليم وتنويع التخصصات فيها بما يتناسب ومتطلبات العصر، وإحداث كليات متخصصة لها في كليات الإعلام وكليات اللغة والعلوم الإنسانية، واستحداث أكاديميات جديدة في مجالات لها علاقة بالتقنيات الحديثة والفنون الجميلة والموسيقى، يعد من أولويات ما يفكر به المهتمون بالثقافة، ولن نحقق الكثير من الآمال ما لم يخصص جزء كبير من ميزانية وزارة الثقافة والإعلام لمشروعات وبرامج الشؤون الثقافية بما يدعم هذا الجانب، وأن يتم اعتماد الصرف على المشروعات الثقافية والفكرية والفنية من بنود ثابتة بما يحقق طموحات المثقفين في التوسع في مجال المكتبات العامة والمسرح، وتخصيص الجوائز التقديرية القيمة لتكريم المبدعين من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، ورفع مخصصات الاعتمادات المالية للمهرجانات الثقافية ومعارض الكتاب الدولية، والمشاركات الخارجية للأدباء والمفكرين في دول العالم. ونتمنى إعادة جائزة الدولة التقديرية في الأدب في وقت قريب، وتشكيل المجلس الأعلى للثقافة والفنون، ورابطة الأدباء. وأن يرى مشروع صندوق الأديب السعودي وهو المشروع الذي تبنته الأندية الأدبية في عام 1424ه، ويراعى أن يكون تحت إشراف الوزارة يدعم ميزانيته بما يضمن استمرار العمل به. كما أتمنى أن يتم تحسين إعانات الأندية الأدبية بما يمكنها من تطوير أدائها وإدخال تقنيات التثقيف الحديثة، ويحقق آمال المثقفين ويرقى لطموحاتهم.
طموحاتنا كبيرة
الشاعر سعد الثقفي يبدأ حديثه قائلًا: إن هذا الرقم الكبير للميزانية يجعلني كمواطن أعتقد أنّ كل المشروعات التي أحلم بها ستتحقق هذه السنة، فعلى المستوى الثقافي؛ ما زلنا نحلم بمقرِّ لكل نادٍ أدبي، وبمسرح، وبصندوق أدباء يحميهم من غائلة الدهر، وتقلبات الأيام. وما دمنا بصدد الحديث عن الجمعية العمومية للأندية الأدبية والتي شارك بها المثقفون من أجل خوض الانتخابات، أقول ليت لهذه العضوية التي استحقها الناخبون شيئًا من الفائدة مثل التأمين الصحي الذي يمكن أن يوجد له شيء في ميزانية وكالة الثقافة ما دامت ميزانية هذه البلاد بهذا الرقم الذي أجزم أنّه يجعل كل مهتم بالشأن الثقافي يستطيع خدمة الثقافة والأدب بالشكل المناسب. مكتبة لكل حي، ونادِ ثقافي، ومكان يجتمع فيه هؤلاء الشباب ليتعلموا ما يفيدهم بدلًا من الفراغ الذي يعيشونه هي من أبسط الأشياء التي يتمناها أي مواطن.
ويختم الثقفي بقوله: ما زلت أحلم بسكة حديد تغطي مناطق المملكة بحيث يخف الضغط على طرقنا البرية وما زلت أحلم أيضا بأن تنال الزراعة في المناطق الزراعية في الجنوب ذات الاهتمام والدعم الذي نالته في الشمال. بعد أن أصبحت الأرض بورًُا في غياب الماء الذي جعل وزارة المياه تغسل يدها من رعاية تلك المناطق. وستكثر الأحلام يا سيدي، لا سيما إذا تلّفت يمنة ويسارًا، ففي كل موضع نحتاج إلى البناء، أنظر لكل القطاعات من حولك، هي تحتاج لعمل وجهد مستمر. فهل تتوزع هذه الميزانية بالطريقة التي تفيدنا كمواطنين، أم يجب علينا أن ننظر إليها كرقم فقط، وما أكثر الأرقام الكبيرة التي نطالعها صباح مساء في بلادنا ويخيفنا حجمها. ما زلت أحلم بالانجازات فهل تتحقق الأحلام!
مبلغ ضعيف
ويرى الدكتور عبدالله غريب عضو النادي الأدبي بالباحة أن الثقافة كائن حي متحرك وليس ثابتًا أو جامدًا، وعلى هذا فهي بأمس الحاجة للمال بوصفه عصب الحياة؛ كما هي الجهات الخدمية؛ بل أشد لعلاقته المباشرة مع الإنسان نفسه وبنائه الأهم من بناء الجسور والحدائق ولكي تستطيع الثقافة القيام بواجباتها. ماضيًا إلى القول: إن ثقافة وطن بحجم ومكانة ومساحة المملكة العربية السعودية وما تشهده من حراك ثقافي في الداخل والخارج ومشاركات وطنية وعربية وإسلامية وعالمية وانفتاح موجه على الآخر بحاجة كبيرة لإعادة النظر فيما يخصص من مبالغ تحت ما يسمى بدعم للصرف على هذا الشأن الذي أصبح يمثل واجهة الوطن والمواطن بكل معطياته ومدى ما حقق من منجز ثقافي عبر بوابات التربية والتعليم والمؤسسات الثقافية والإعلامية. وأتساءل كيف يمكن أن تستطيع الثقافة والقائمون عليها وبخاصة الأندية الأدبية مثلًا كمظلة رسمية ترعاها الدولة تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام القيام بهذه المهمة لنشر الثقافة في أوساط المجتمع وبين منسوبي هذه الأندية الأدبية الوفاء بنشر وتصدير الثقافة بجميع أركانها ومقوماتها ووضعها على خارطة الكرة الأرضية بميزانية لا تصل لعشرين مليون ريال لأكثر من ستة عشر ناديًا في الوقت الذي لا تزال الحاجة قائمة لتلبية مطالب محافظات بإيجاد أندية أخرى توزع على الأندية بواقع مليون ريال تقريبًا لكل ناد أدبي!؟ سؤال يتكرر في أكثر من لقاء للمسؤولين ولا أخال وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسها معالي الوزير ومعاونيه في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية والإدارة العامة للأندية الأدبية إلا وهم يدركون ضعف هذا الرقم أمام المتطلبات الضرورية لنشر الثقافة وفق المدخلات وتحقيق المخرجات لهذه المؤسسات التي يطالبها المجتمع بالكثير ولا يرحم ضعف مواردها المالية، فما يقدم للأندية الأدبية من دعم مادي يجب أن يرتقي لميزانيات مرتبط عليها بعيدًا عن كلمة دعم إذ لا يحقق الهدف من الأعمال التي تقوم بها بعض الأندية المجتهدة في طباعة ونشر وشراء الكتاب أو القيام بعقد لقاءات تخدم الأجناس الأدبية ومؤتمرات واستضافات ومشاركات كالذي يقيمه نادي الباحة الأدبي الذي أصبح علامة فارقة في صفحة الثقافة، وماركة مسجلة للنادي بشهادات محلية وعربية عن الرواية بانطلاقة سعودية فعربية ثم عالمية العام القادم، مع أن الوزارة مشكورة تدعم ولكن الحاجة كانت قائمة على دعم آخر من رجال أعمال وحتى تأريخه النادي لا يزال ينتظر الميزانية الجديدة لتسديد ما عليه من مديونيات عجز عن تسديدها في الوقت الذي أصبحت بعض الأندية تقترض أحيانًا لتنفيذ نشاطاتها أمام العجز المالي كذلك الأنشطة الأخرى منبرية وأمسيات وتنمية مواهب وتكريم مبدعين ومطالبة بضرورة توسيع دائرة اهتمامات النادي ونقل نشاطاته للمحافظات والصرف على مكافأة الأعضاء والمؤلفين والمشاركين والحقيقة.
مختتمًا بقوله: إننا نتطلع وبحرص كبير لبناء مقرات الأندية الأدبية والاستغناء عن المستأجرة وبخاصة تلك التي حصلت على أراضي ومنها نادي الباحة، وأتذكر أنه خصص مبلغ عشرة ملايين لكل ناد لهذا الغرض وحتى تأريخه لا نعلم أين ذهبت الوعود، كذلك أتمنى أن يعاد النظر في مصروفات الأندية التي تشمل انتدابات وسفريات الأعضاء سواء في الداخل أو الخارج، وكذا إيجارات المقرات ورواتب الموظفين وما يخص التجهيزات من سيارات وأثاث وأجهزة فهي ترهق ميزانية النادي بما ليس فيها مخصصًا كبند ثانوي لا يتعلق بالصرف على الشأن الثقافي.
تطلعات ثقافية
ويتطلع الدكتور محمد أبو ملحة عضو نادي أبها إلى أن يكون في الميزانية مزيد من المخصّصات المالية للنشاطات الثقافية التي تكوّن المثقف الرزين والرصين، ومن ذلك دعم ثقافة الكتاب من خلال إقامة مهرجانات للقراءة تدعم فيها الكتب لتقدّم بأسعار زهيدة، وتتاح الفرصة للقراءة والاطلاع. مضيفًا بقوله: أقترح أن تقام مسابقات ثقافية تربط المتسابق بالمكتبة في عدد من الفنون والعلوم، وأن تتمّ استضافة المثقفين من جميع أقطار العالم، وأن يتمّ إنشاء صناديق لدعم المثقفين، وفق خطة عمل منهجي يستهدف تكوين المثقف الحقيقي المتجدّد، وبث روح الثقافة في جسد المجتمع؛ فالثقافة المتينة سبيل مهم من سبل النهضة. وأتطلّع إلى الانتقاء الجيد لتلك النشاطات، والتخيّر الجيد للقائمين عليها، ووضع آليات لضمان صرف تلك المخصصات في تحقيق الأهداف المنشودة، ويجب أن يكون الهدف تكوين مجتمع مثقف، والابتعاد عن النشاطات المستهلكة التي تركز على النواحي الإعلامية والإعلانية والكرنفالية، ثم يكون حظّ الثقافة الأصيلة فيها محدودًا أو مهمّشًا.
تجاهل المثقف
وتقرأ الدكتورة عائشة الحكمي ميزانية هذا العام مبينة أبرز سماته فيما يخص الجوانب الثقافية والفكرية والأدبية بقولها: الأهم في ميزانية 2011 نصيب قطاع التعليم ما نسبته 26% من بند الإنفاق، أي 150 مليارًا هذا أمر يفرحنا، فالتعليم دعامة مهمة في التنمية وعلى رأسها التنمية الثقافية، إذًا سيؤثر هذا الرقم في الواقع الثقافي بطريقة غير مباشرة، وكنا نتمنى أن تظهر مخصصات للمثقفين أو نسبة محددة بين أرقام الميزانية تشير صراحة إلى الحفاوة بهذه الفئة من المجتمع، فهي أفقر فئة، ومع ذلك حالها لا يتغير مع إطلالة كل ميزانية، من كان صاحب وظيفة ينفق على هوايته بما يتيسر، أحيانًا يستلف من مخصصات الأسرة كي يحصل على متطلبات القراءة أو البحث أو الكتابة، وأحيانًا يسلّم أمره لله ويرفع صوته بالتذمر، ويقاطع عمله الثقافي فترة ثم يعود منصاعًا حين لا يجد من يطيّب خاطره ويواسيه في فقره ويعده بخير قادم على الأقل كنوع من المخدر يعلقه على مشجب الأماني المنتظرة.
ماضية إلى القول: يا ليت في الميزانية القادمة يتم التبرع ب 5% لذوي الظروف الخاصة جدًّا (أهل حرفة الفقر / المثقفين). لكن المشكلة أتوقع أن المخصص / الحلم سيرد باسم المذكر للمثقف خصص كذا، ثم تبدأ (المناوشات) بين المثقفين والمثقفات، لكن أحسن من لا شيء. أرى أن ميزانية عام 2011 المثقف فيها خارج نطاق التغطية إلى حين إشعار آخر؛ بمعنى لا بد أن يعترف عالمنا بدور المثقف في الحياة العامة ودوره في التغيير، إذ دوره غير ملموس للفئة الأغلب التي كل تركيزها ينصب على توفر البضائع في الأسواق وجاهزية المدرسة واستعداد المشفى لاستقباله في كل الأوقات.
وتختم الحكمي حديثها قائلة: (تطلعات المثقفين للميزانية) سؤال صعب؛ لأن المثقف ليس في لائحة الميزانية، يفيد منها بطريقة أخرى من وجهة نظر السائد عليه أن يواصل تطلعات الحرمان ويمضي قدمًا في رسم الأمنيات، المهم ألا يتطلع كثيرًا ويشغل ذاكرته بأفكار غير مجدية، عليه أن يستغل ناقوس الحرمان وينتظر حتى يموت أو يشيخ، وعندها يمكن أن يحصل على تكريم هزيل باشتراطات ما زالت لائحة الميزانية تفكر في إضافتها.
الأمن الحياتي
الميزانية برؤية القاص صلاح القرشي تقدم صورة جلية عن الخطى التنموية العملاقة التي تنهض بها المملكة، ويكشف عن ذلك في سياق قوله: لعل أهم الخطوات التنموية التي يمكن ملاحظتها سواء في هذه الميزانية أو ميزانيات الأعوام القريبة الماضية هي الاهتمام الكبير والضخم بالتعليم وتطوره، وهذا يعني أمرًا مهمًا وهو أن الاستمثار في المواطن وتطوره وتعليمه هو أهم أهداف التنمية التي تنهض بها المملكة. وبالنسبة لتطلعات المثقفين فهي لا تختلف عن تطلعات الإنسان السعودي عمومًا، فالهدف والرغبة دائمًا هو أن نرى بلدنا في أعلى مستويات النمو والتطور..
وأعتقد أننا على المستوى الثقافي حققنا الكثير من التطلعات والآمال وما زلنا نحلم أيضًا بالكثير. ولعل من أهم ما يرجوه المثقف هو الشعور بالأمان الحياتي، وهذا يمكن تحقيقه من خلال إيجاد رابطة تجمع المثقفين والكُتّاب وتعنى بمشكلاتهم وقضاياهم ويكون بها صندوق يساهم في حفظ كرامتهم عند المرض لا قدر الله. والخلاصة أن الميزانية هي ميزانية استثنائية تؤكد أمرًا كبيرا ومهمًا وهو أن بلدنا المعطاء يمضي قدمًا في طريق التحديث والتطور والبناء لما فيه مصلحة الإنسان.
أضخم ميزانية
ويصف الدكتور حسن الشيخ عضو أدبي الشرقية ميزانية هذا العام بالأضخم والأكبر في تاريخ المملكة. مضيفًا: ليس من شك أن ميزانيتنا لهذا العام ركزت على الموارد البشرية. وركزت على الإنسان المواطن من حيث تعليمه وتدريبه وصحته وثقافته. فالبناء الحقيقي هو بناء الإنسان بكل أبعاده الإنسانية والحضارية. والمثقفون في المملكة يتطلعون إلى المزيد من العطاء من هذه الميزانية العملاقة. ويأملون أن تتحقق العديد من أمنياتهم الثقافية. ومن أبرز هذه الأمنيات المراكز الثقافية في مناطق المملكة. حتى تكون هذه المراكز تجمعًا للعاملين في الشأن الثقافي، ومصدر إشعاع للفكر في كل ربوع الوطن. ومن الأماني التي يتطلع إليها المثقفون في الوقت الحاضر زيادة دعم الأندية الأدبية، وإنشاء صندوق خاص للأدباء، وإنشاء الاتحاد العام للأدباء، وهيئة عامة للكتاب، وإقامة العديد من معارض الكتاب الدولية والمحلية في مختلف مناطق المملكة.
محفزات المشهد الثقافي
الشاعر محسن السهيمي قال: المثقفون جزء لا يتجزَّأ من النسيج الاجتماعي لهم آمالهم وتطلعاتهم عبر وزارتهم وزارة الثقافة والإعلام التي تعمل جاهدة للقيام بالفعل الثقافي على الوجه الأكمل. لذا ينظر المثقفون لهذه الميزانية على أنها محفز للمشهد الثقافي، وعلى أنها دافع للمؤسسات الثقافية والمثقفين لممارسة الفعل الثقافي والدفع به للأمام في ظل الميزانية الجديدة. يترقب المثقفون زيادة عدد الأندية الأدبية لتشمل محافظات هي بمثابة مناطق في كم المثقفين ونوعية الحراك الثقافي، يترقبون رعاية شاملة من قِبل الوزارة للمثقفين، يترقبون قيام الوزارة بتنظيم معرض الكتاب في مدن رئيسية كجدة والدمام لتنضم للعاصمة الرياض، يترقبون عناية أكبر بالمكتبات العامة من حيث تفعيل أدوار القائم منها، واستحداث مكتبات أخرى في نواحٍ من البلاد، يترقبون إنشاء العديد من المراكز الثقافية التي تحفظ أوقات الشباب وتنمي مواهبهم الأدبية، يتطلعون لإنشاء صناديق لرعاية الأدباء والمثقفين.
وقصرت القاصة شيمة الشمري حديثها ببث أمنياتها في سياق قولها: نأمل كثيرًا في القادم من الأيام في ضوء الميزانية المبشرة بالخير، وأتوقع إنشاء المراكز الثقافية التي سمعنا عنها، والإسهام في تطوير طبيعية الأنشطة وتكثيفها، وان يكون لكل منطقة ملتقى خاص بها أو مسابقة أدبية ما، كما نأمل الاهتمام بالمباني الخاصة بالأنشطة الثقافية كالأندية الأدبية وتجهيزاتها لأن ذلك من عوامل جذب المرتاد للنادي الأدبي، وبالتالي يسهم في إحداث نقلة للمجتمع وتنمية لمهارات التذوق وبث حمى القراءة والكتابة في الزوار، أيضًا مكتبات الأندية التي أراها مهملة غالبًا وغير متوفرة في كل وقت للزائر والمهتم، كما أنها غير مجهزة للبحث والقراءة، مع وجود كنوز أدبية فيها تسهم في الثراء الأدبي، أتمنى أن ينظر إليها بعين العناية والاهتمام. ومن الأنشطة التي أتمنى أن تتحقق عمل ملتقى ثقافي سنوي كبير يدعى له مثقفون من أنحاء الوطن العربي كافة تناقش فيه الإبداعات الأدبية والنقدية والفكرية، وهذا التلاقح الفكري له أثر كبير في ثراء الحركة الثقافية وازدهارها. ودولتنا ممثلة في مليكنا الغالي - أعاده الله سالمًا إلى الوطن - وفي معالي وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز خوجة لن تتوانى عن تقديم الأفضل في كل مجال لذا توقعاتنا كثيرة وآمالنا كبيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.