تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ، وقصة هذا المثل العربي المشهور: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه مثل عربي قديم عن أحد كرماء العرب وهو المعيدي الذي اشتهر بسخائه وحكمته وكرمه على الجميع حتى أن الجميع أحبه وذاع صيته في جميع أنحاء المدينة، حتى وصلت أخباره للمنذر بن ماء السماء ، فطلب أن يقابله حتى يرى من حكمته وكرمه فإذا تأكد له ما سمع عن هذا الرجل جعله من حاشيته ورجاله، وبالفعل أرسل في طلب المعيدي ودعاه لمجلسه وما أن دخل عليه المعيدي حتى تفاجأ الخليفة من شكله فهو بسيط الثياب على الرغم من غناه كما انه دميم الوجه. فضحك ابن ماء السماء منه وقال: "تسمع عن المعيدي خير من أن تراه" يعني أن سيرته بين الناس أفضل بكثير من شكله وهيئته، فحزن المعيدي لكلام الخليفة ولكنه رد بحكمة وفصاحة بالغة عليه فقال له: "يا مولاي، إن الرجال ليسوا بقراً ولا غنماً كي تنظر إلى وجوههم وأجسامهم، إنما يعيش المرء بأصغريه قلبه ولسانه" فأعجب الملك لفصاحته وعينه في حاشيته كمستشار خاص له. فيا أيها الأحبة كم من معيدي في حياتنا من أصحاب الأسماء الرنانة والصيت الذائع ممن ظاهرهم الصلاح والخير، وهم من أهل الفساد والانحراف !..، كم من أصحاب المناصب والمراكز الوظيفية الكبيرة ممن يخونون دينهم ومجتمعهم ودولتهم ! ، كم من حملة الماجستير والدكتوراه وشهاداتهم مزورة يغشون الناس ويعملون بمهن لا يحسنونها ولا يؤدون أمانة المهنة ويضرون الناس ، ويأخذون مكان غيرهم من أصحاب الكفاءة والعلم في مجتمعاتهم ! ، كم من تجار مشهورين اشتروا شهرتهم بملايين الريالات سمعة وياء ! ... إضاءة ... المعيدي القديم دميم الشكل بسيط الهيئة جميل الجوهر والمخبر ، أما معيدي زماننا جميل الشكل عظيم الهيئة ودميم وقبيح الجوهر والمخبر .