تلتحفنا كل الألقاب، ثم تكرهنا وتفر، لأننا لا نستحم جيداً، ولكن هناك لقب مازال يتعلقنا.. ونتعلقه، مادام.. وما دمنا، وهو «العرب ظاهرة صوتية»، ولكن عندما ترى حديث المرؤوس مع الرئيس في أي من الطبقات، تصطدم بحقيقة تهمس في أذنك بسخرية «لسنا ظاهرة صوتية جيدة»، دخل كثّير عزة على عبدالملك بن مروان، فقال عبدالملك: «أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» لأن كثّير كان دميم الخلقة، فأجاب كثّير الخليفة: «ترى الرجل النحيف فتزدريهِ/ وفي أثوابه أسدٌ هصورُ/ ويعجبك الطرير إذا تراه/ ويخلف ظنك الرجل الطريرُ/ ضعاف الأسد أكثرها زئيراً/ وأصرمها اللواتي لا تزيرُ».