أي نخلتي الشامخة الجميلة ، إني لأعجب لأمرك تظلين واقفة بشموخ تتحملين حرارة الصيف ، وبرودة الشتاء والرياح ، وتثمرين التمر والرطب ، وتنتجين وتعطين رغم المعاناة ، أتعجب كيف تتحملين كل الظروف القاسية وتقلبات الجو وعوامل التعرية ، ولا تستريحين ولا تسترخين ولا تستلقين لأن سقوطك يعني موتك وانهزامك ، يذكرني حالك بإنسان له وسم ورسم يعتز بهما ، وليس باستطاعته التخلي عنهما ، بل تعزيز وجودهما ، ذاك الذي يعطي رغم المعاناة ورغم الجفاء والشح في العطاء ، ذاك المؤمن الذي كالريحانة تهزه الريح يمنة ويسرة ، صابر وشاكر ، النبيل الوفي المعطاء حد الامتلاء .