رأيتها واقفة شاخصة البصر أمام ذلك البحر كل شيء حولها كان مضطربا.. أمواج البحر هائجة أخذت تصفق تلك الصخور الصامتة والتي لطالما تعودت على ضرب الأمواج.. ولكن في ذلك اليوم وكأن تلك الصخور بدأ يتسلل إليها الألم ولم تعد قادرة على تحمل قوة الأمواج، كل شيء في ذلك اليوم بدأ يعلن انهزامه.. حتى طيور النورس لم يعد لها اثر في الأفق ولا على صفحات ذلك البحر تلك الأمواج الثائرة لم تسمح لها بالهبوط لتلهو على صفحاته كما اعتادت دائما.. عندها اخذت عيناها تذرفان الدموع احسست في تلك اللحظة وكأن بركاناً قد ثار في داخلها، ازدادت ثورة تلك الأمواج وأخذت ترتطم بكل قوتها وبرودتها ولكنها لم تعد تشعر بها الرغم من شدتها.. حينها شعرت بأن داخلها حزناً دفيناً حاولت ان اهدئ من روعها، ان أخفف عنها آلامها الجامحة والتي كانت مرسومة على قسمات وجهها لعلي اظفر بإجابة لتلك الأسئلة التي تدور في مخيلتي، اقتربت منها أكثر مددت يدي لكي أكفف تلك الدموع التي تناثرت على وجنتيها لكن لا جدوى، لقد باءت محاولاتي بالفشل.. عندها ازداد إصراري على معرفة سر ذلك الحزن، نظرت اليها ولكن اطلت النظر في هذه المرة. اتدرون.. لقد شعرت بإحساس غريب تجاهها، بل ان هناك شيئاً ما يربطنا سوياً، لم أعد اشعر الا وعيني اخذتا تغرقان بالدموع.. نعم لقد بكيت عندها مددت يدي ولكن هذه المرة لم اكفف دموعها بل تشابكت الأيادي وأخذنا نذرف الدموع معاً ونحن ننظر لذلك البحر.. أتريدون ان تعرفوا سر ذاك الحزن الدفين؟ إنه (فراق الأم)