بعد عملية الاغتيال التي تعرض لها السفير الروسي في تركيا،انقسمت الآراء في مواقع التواصل الاجتماعي حول تلك القضية،فريق ضد العملية باعتبارها جريمة، وفريق مع أو بالأحرى مبرر للعملية،باعتبارها ردة فعل طبيعية لجرائم الحرب التي تقوم بها روسيا ضد الشعب السوري.. حين نستعرض السيرة النبوية للنبي المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم،سنكتشف كيف كان النبي المصطفى يتعامل مع المجرمين الذين يحسبون على قوى الكفر والشرك.. لقد عذب كثير من المؤمنين الأولين في بدايات الدعوة من قبل سادات قريش المشركين،بل إن البعض منهم قد قتل بشكل إجرامي لا مثيل له،كالصحابية الجليلة "سمية" أم "عمار" أول شهيدة في الإسلام، فقد كان يمر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي وزوجها -يعذبان- فكان يقول عليه الصلاة والسلام لهما "صبرا آل ياسر،فإن موعدكم الجنة".. حتى قتلت "سمية" على يد السفاح المجرم أبي جهل.. هنا تتجلى روح الإسلام،وتبين عظمة قيمه،وتتألق معانيه النبيلة، فالنبي المصطفى "صلى الله عليه وسلم" لم يأمر ولدها "عمارا" بأخذ الثأر لأمه من- أبي جهل- وذلك بقتله غيلة،ولم يأمر أحدا من أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين،ليقوم باغتيال ذلك المشرك السفاح..رغم أن المجرم معروف وفي متناول اليد، كونهم يعيشون في مجتمع واحد،وكان بالإمكان التخطيط لتنفيذ عملية تنتهي باغتياله كمجرم يستحق القتل،لكن ذلك ما لم يحدث البتة.. الإرهاب لا يبرر الإرهاب،والجريمة لا تبرر الجريمة،كما أن الفساد لا يبرر الفساد..ن حادثة قتل السفير الروسي تعتبر جريمة مهما كان دافعها،وليست من الإسلام في شيء..الإسلام دين عظيم،جاء ليقيم الحق والعدل ،ويحفظ للناس حقوقها،بعيدا عن الثأر للنفس وللجماعة..