استهلال : أقول : أبي شامخ كالجبالْ له جسد في الرمالْ وروح تحلق عبر الظلالْ أبي ما حنى الرأس إلا لرب العبادْ ************* النص : أبي ويعاودني الحزن حتى الرمادْ أبي ، أين أنت؟ أتسمع صوتي ؟ أتقرأ صمتي ؟ فعنك أحدث نفسي .. وعنك أصادق همسي وعنك أغير لون الغبارْ وشكل المدارْ ************* أبي كم صحوت وأنت ترتل وحي السماءْ وتسكب دمعا دفينا فتزهر في الدار كل الردائم تكسو الصباح جبينا هنالك وجه نديّ وخطوٌ أبيٌّ وصدرٌ نوزع فيه انكسارات آلامنا وننامْ صباح الرضا يا أبي كنت تغسل أحزاننا كنت تبهج أيامنا وتغيبْ لماذا تغيبْ ؟ أغيبك الحبّ ؟ فالله خير حبيبْ . ************* أبي من سيقرأ ظني أبي من سيعرف أني لفقدك أغرق في الدمع أندب أغلال حزني سموتَ فكنت الرفيقَ وكنت الصديقَ وكنت الأبَ الخلَّ كنت الضياءَ إذا غَشيَ الليلُ وجهَ المدى وأضعنا الطريقَ أبي هاهم القوم صرعى فمن أين أبدأ في العدّ كل خطاهم خطايا أتذكر كل الذين (( أتوك لتحملهم)) ؟ حينها كنت تمنحهم دمك العطر تنثره للرفاق هدايا ************* أبي يخفق القلب حين أناجيك أسمع رجع السؤال أتذكرهم ؟ هاهم الآن يختصمون ترى : أيهم سوف يحمل رأسي ؟ ويختصمون .. ويختصمون فأرحل عنهم بعيداً بعي داً فيرمون بالشمس ظلي ************* أبي ضمّني مرةً فالذئاب يطوفون حولي يريدون قتلي ليحتفلوا في العراء بآخر رأس تحدى جنون القصيدة . ************* أبي أيها العربيّ تقاسمنا الخوف والريح والموعد المستباحْ تقاسمنا الزيف *****تحيل المكلل بالقصف قبل البكاء وبعد النواحْ أقمنا المآتم أضحى لنا كلّ يوم شهيدْ تقاسمنا الأهل باسم النضالْ وقالوا: انحسرنا بفعل الرياحْ ونهر الحقيقة يرمي على ضفتيه الجراحْ ************* أبي ويعاودني الحزن حتى الذهولْ تعفّر باليأس وجهي تناثر في الصمت صوتي فكل الصباحات تبحث عنك وتسأل عن صوتك العذب كل الزوايا هنا مصحف وصلاة وتسبيحة .. سجدة ودعاءْ هنا ألف نجوى وقلب يسافر نحو السّماءْ ************* وكان الوداعُ سكبنا عليك عيونا من الدمع تملأ خد البلاد وكان الوداع على دمنا رجفة من سواد فلا طاب بعدك غمضٌ شهيّ ولا طاب بعدك ركضُ الجيادْ