تحظى مفاوضات الكويت باهتمام غالبية اليمنيين في الداخل،رغم قناعتهم بعدم جدية الطرف الحوثي بالتفاوض ؛ وتتراوح مواقف اليمنيين على سطح المشهد فيما العام بين الاهتمام والمتابعة للمفاوضات وبين الياس من نتائجها. يعزى الاهتمام العام باالمفاوضات الى اكثر من سبب اهمها حاجية اليمنيين الملحة لايقاف الحرب واحلال السلام في هذه المرحلة اكثر من اي وقت مضى، كما إن ثقة اليمنيين بجدية دولة الكويت الراعية للتفاوض خصوصا وانها قد رعت مفاوضات سابقة بين اليمنيين بخصوص الوحدة اليمنية وحققت نجاحاملموساً حينها،كما لعب عنصر المفاجاة المتمثل في تحرير محافظة حضرموت من تنظيم القاعده خلال اليوم الثالث للمفاوضات، من قبل قوات التحالف العربي الممثلة في لجنة سفراء الدول ال 18،الراعية للعملية السياسية برمتها في اليمن، دوراً كبيراًفي تعزيز اهمية اليمنيين بهذه المفاوضات بغض النضر عن اي حسابات سياسية اخرى. أما إنعدام التفال بنجاح الفاوضات وهوالشعور لذي يراود السواد الاعظم من اليمنيين رغم اهتمامهم فيها ومتابعتهم لمجريات احداثها ، فيرجع إلى فقدان الثقة بالطرف الحوثي وهذا مايوكده اغلب المهتمين في الداخل اليمني حتى الذين كانوا متعاطفين مع الحوثة الى حدٍ ما ، والحقيقة ان الميليشيات قد رسخت هذه القناعات الثابتة في الذهنية اليمنية من خلال مواقفها المتناقضة وممارساتها الميليشاوية الاجرامية في حق المدنيين العزل خلال ثلاثة اعوام ، وبالعودة الى قاعة المفاوضات تحديداًً نجد إن الحوثيين ابدوا ومازالوا تعنتا سياسيا مخيبا لامال اليمنيين المعنيين في الداخل ،بمواقفهم بداء من اعلانهم عدم مشاركتهم في مفاوضات الكويت ،ثم قرروا المشاركة بعد يومين من موعد بدء المفاوضات مرورا بمواقفهم المتلكئة في حضور جلسات المفاوضات ،المتداولة عبر مختلف وسائل الاعلام ،ليس هذا فحسب ،بل وصل بهم التناقض والتنصل من اي التزام الى حد ان متحدثهم الرسمي صرح لصحيفة القبس الكويتية مساء الثلاثاء عدم توقيعهم على جدول تنفيذ النقاط الخمس المشتملة لبنود تنفيذ القرار الدولي(2216) ، يأتي ذلك بالرغم من اعلانهم في صباح نفس اليوم التزامهم بالتوقيع عقب اجتماع خاص دعاهم اليه امير دولة الكويت حرصا منه على احلال السلام في اليمن. ويبرر متحدثهم الرسمي لصحيفة القبس تراجعهم عن التوقيع بقوله" ان اعلانهم التوقيع كان من قبيل ارضاء امير دولة الكويت" .بهذا المنطق المستهتر بدما اليمنيين وجهود الاشقاء يعبر الحوثي/محمد عبد السلام عن موقف قيادته الحوثيه من التفاوض السياسي في الكويت ، إضافة الى تراجعهم المفاجئ عن التوقيع لممثل الاممالمتحدة مشترطين عليه تطبيق النقاط الخمس بانتقائية لاتساعد على ايقاف الحرب ولاتسهم في احلال سلام في اليمن فالنقاط الخمس وفق ترتيب اسماعيل ولد الشيخ ولجنته الفنية تشمل: وقف اطلاق النار،انسحاب الميليشيات من المدن ،تسليم السلاح ،الدخول في حوار سياسي، إطلاق سراح الاسرى المعتقلين .لكن وفد الحوثة وحليفهم صالح يشترطون ان يبدا التطبيق من البند الرابع من الحوار السياسي بما يمكنهم من التملص من التنفيذ واستهلاك الوقت وهم يواصلون حربهم ضد المدنيين واحتفاظهم بالسلاح. بهذه المواقف المتارجحة بالتناقض بين القول والفعل والموافقة والرفض فقد الطرف الحوثي ثقة اليمنيين فيه وعزز المشاعر السلبية المتراكمة في وعيهم الجمعي حيال المواقف الحوثية ، وعلاوة على ان الحوثيين اهدروا فرصتي جنيف الاولى والثانية ،فقد سجلت مصادر سياسية واعلامية متخصصة ابرام الحوثة 76 اتفاقا مع اطراف سياسية واجتماعية يمنية خلال عامين لم يلتزموا بتنفيذ اتفاق واحد منها ؛ الامر الذي يدفع كثير من المهتمين في الشان السياسي على القول ان الميليشات الحوثية تلتزم منهج ايران في المناورات السياسية اثناء مفاوضاتها على مفاعلها النووي خلال عقد من الزمن . وقال رئيس تحرير صحيفة يمنية ان صناعة السلام الحقيقية في اليمن يصنعها ايدي الابطال المقاومين في الخنادق ولايصنعها المفاوضين في الفنادق ،معولا على دور التحالف العربي بمواصلة مهامه لانتزاع سلاح المليشيات ،وأختم بما كتبه ناشط سياسي علي صفحته في الفيس بوك" ان مقاولي الحروب لايجيدون صناعة سلام ". [email protected]