لا يمكن توصيف الحركة الحوثية أو التعاطي معها في سياق مشروعها الإقليمي الابكونها رأس أفعى المشروع الإيراني المتوغل في قلب النسيج الاجتماعي العربي ابتداءً من جنوبلبنان وانتهاء بشمال اليمن ,وجنوب المملكة ؛ وقد نتفق مع منظري الشأن السياسي إن إيران لها مشروع اقليمي يتم تكريسه في المنطقة العربية بوتيرة عاليه، لكن هذا المشروع في نظر المعنيين العرب لا يعدو على كونه مشروع عدواني على شعوب المنطقة العربية بأساليب عديدة ؛ ويتم وفق مراحل مختلفة. والحالة الحوثية بصورتها الراهنة ليست سوى مرحلة من مراحل وأطوار هذا العدوان (المشروع) الإيراني بأحقاده الفارسية على المنطقة العربية . ومع إن الحركة ظهرت في البيئة اليمنية لكنها لا تحمل مشروعا سياسيا مستقلا عن المشروع الايراني يؤكد خصوصياتها اليمينة بقدر ما تبدو حركة تعمل في سياق مشروع اقليمي وتحقق اهدافه المرحلية بذات الاساليب والادوات التي استخدمها المشروع الايراني في مراحله المختلفة. فحروب الحوثيين ضد اليمنيين في الداخل وحروبهم المباغتة بين الحين والاخر ضد دول الجوار هي شواهد دالة على العدوان الايراني المستمر على بلدان الجزيرة والخليج العربي, بالإضافة الى شعار "الموت لأمريكا.." شعار الثورة الخمينية في ايران. وبقدر ما تمثله الحركة الحوثية من مخاطر على اليمن ومحيطه العربي ،فانها وفي الوقت ذاته تحظى بأهمية كبيرة لدى قادة طهران ومرجعياتها الشيعية تعزى لاهمية اهدافهم المرحلية في المنطقة.إذ بات من الواضح لديَّ طهران وحلفائها ان المملكة العربية السعودية تتولى بحزم واقتدار قيادة مهمة الدفاع عن الهوية العربيةوالاسلامية لشعوب المنطقة العربية من أطماع المد الفارسي بذريعته المذهبية. ولعل الدور الريادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بمكانتها الاقليمية اثار مخاوف طهران وحلفائها الدوليين ويفعهم لمحاولة نفث سمومهم الخبيثة في شرايين الجسد العربي السعودي من خاصرته الجنوبية عبر الرأس الحوثي للأفعى الايرانية مستغلين رابطة الجوار التي لا يقيم لها الحوثة اي معنى انساني اوديني أو قانوني .فالخصوصية الجغرافية للحركة الحوثية كان لها بالغ الاثر في استراتيجية طهران اللا مشروعة في المنطقة .إذ لا يتوقف الاستغلال الايراني للوجود الحوثي عند هذا الحد بل يتعداه الى حد نوجه طهران نحو اقامة بيئة اجتماعية شيعية عنصرية محضة بين شمال اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية تعمل من خلالها على فصل المسلمين السنة في المملكة عن المسلمين السنة في اليمن ،وهذه واحدة من اهم اساسيات مشروع الدولة الشيعية التي سيكتمل بقيامها مخطط الهيمنة الايرانية على شعوب المنطقة العربية . وتحقيقا لهذا الهدف عمدت الحركة الحوثية خلال العقد الماضي على تهجير غالبية الاسر اليمنية التي تنتمي لا صول قحطانية واختتمت عملية التطهير العرقي بإعلان الحرب على سكان منطقة دماج بمحافظة صعدة بسبب احتضانهم معهد لتدريس الفقه السني وانتهت الحرب بتهجير سكان دماج على مسمع ومرأى من النظام الدولي وبمباركة السفير الامريكي ونضيره الروسي والبريطاني بما يؤكد وجود رضاء دولي عن الحركة الحوثية وممارساتها العنصرية التي ينتهجها المشروع الايراني في المنطقة على مدى قرون من الزمن. ثم انطلق موكب الزحف الميلشياوي الحوثي بأهدافه الايرانية من صعدة بأقصى شمال اليمن حتى وصل ميناء مدينة عدن أقصى نقطة جغرافية في جنوب اليمن وتحت شعار المسيرة (القرآنية المزعومة ) ارتكب مقاتلو الحوثي أبشع الجرائم في حق نساء وأطفال اليمن ؛واعلنوا رفضهم المطلق لكل المبادرات الاقليمية والدولية وحشدوا جيوشهم الميلشياوية على المحافظات السنية في تعز وعدن والبيضاء ومأرب بهدف إشعال فتيل حرب مذهبية بين اليمنيين المضمون الحقيقي لمشروع طهران الدموي في المنطقة العربية الذي أوشك على التحقق لو لا قيام عاصفة الحزم المباركة . [email protected] * كاتب صحفي يمني