من أوجه تناقض التعامل الأمريكي والدولي مع الحالة اليمنية ومكوناتها أن المشتبه بانتمائهم للقاعدة يقتلون لمجرد الإشتباه وبطائرات أمريكية بدون طيار والسلطة تبارك هذه القتل لأبناء اليمن ولمجرد الإشتباه لكن مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة التي تفجر المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وتقتل الأبرياء وتهدم المنازل وتفجر البيوت وتستولي على القرى وبقوة السلاح وتزحف نحو العاصمة لم يشتبه أحد أنها إرهابية ولم تقصفها طائرة أمريكية ولو لمرة واحدة بالغلط ولو لمرة واحدة لذر الرماد على العيون ، سياسة واضحة . هؤلاء الحوثة هم في نظر أمريكا وموظفيها في اليمن متحضرون راقيون ، هؤلاء فصيل سياسي رائع يقتل بآلات متطورة وبأسلحة ثقيلة لكن من تقتلهم الطائرات الأمريكية لمجرد الاشتباه وبلا محاكمة ولا دليل وإنما لظهر القاعدة هؤلاء همجيون جدا لا يمتلكون لا أسلحة ثقيلة ولا تدعمهم إيران ولا يتصل صالح لخبرته لكي يسلموا لهم القرى ويدعموهم ويمكنون لهم . من جانب آخر لو كان مجلس "الأمن" الدولي يخاف على مصلحة اليمن فعلا وحريص على أمنه واستقراره لما سكت عما ترتكبه مليشيات الحوثي من جرائم شنيعة من قتل وتشريد وتدمير للبيوت وتفجير للمدارس والمساجد وتهديد للعاصمة ، ألا تشكل هذه الممارسات الإجرامية والتحركات الخطيرة تهديد للتسوية السياسية ومخرجات الحوار ؟!!! لم يصدر مجلس " الأمن " حتى كلمة شجب وإدانة ولو من باب المزايدة وذر الرماد على العيون ؟!! أم أن مليشيات الحوثي تطبق على طريقتها مخرجات الحوار الحقيقية التي تم الاتفاق عليها وراء الستار وخلف الكواليس وبدعم وتواطؤ دولي ؟!!! لقد رفض الأمريكان تصنيف مليشيات الحوثي رغم جرائمها كجماعة إرهابية كما تعقد السفارة الأمريكية لقاءات منتظمة مع شخصيات محسوبة على مليشيات الحوثي وقد ضبطت الأجهزة الأمنية شخصين يحملون ثلاثة مليون دولار مرسلة من السفارة الأمريكية لمليشيات الحوثي وقد أثبتت التحقيقات هذه ومنعت الرئاسة نشرها . في الوقت الذي تتداول وسائل الإعلام اليمنية أن أميركا مارست ضغوطا على السلطة لمنح مليشيات الحوثي 30 مقعدا في مؤتمر الحوار رغم أنهم مليشيات مسلحة ترفض تسليم السلاح والتحول لحزب سياسي كما سعى الأمريكان من خلال دعمهم الكبير لمليشيات الحوثي المادي والمعنوي والتوجيهات لإحداث تغيير في موازين القوى اليمنية والحد من استئثار المشترك بالمشهد السياسي خاصة وأن الإصلاح له ثقل كبير داخل المشترك وهو قوة سياسية لا ترغب أمريكاء بتصدرها للمشهد السياسي فالأمريكان حتى اللحظة لم يطمئنوا للإصلاح وأنه سيحفظ لهم مصالحهم في اليمن