تعتبر مراكز الانشطه الاجتماعية التابعه للجان التنمية الاجتماعية الاهلية احدى الوصفات العلاجية التي جاءت من تشخيص دقيق لامراض حياتيه عبر تحاليل واقعيه أجريت على عدة عينات من الضحايا الذين في غالبتهم من فئه الشباب , ولقد تبيَّن من خلال الدراسات ان الفراغ بيئة خصبه حاضنة "لفيروس الفضائيات والمخدرات " وانتقاله بين اوساط الشباب فهو كفيل بتدمير مستقبل الوطن , ومن هنا جاءت تلك الوصفه العلاجية ,وحظيت بالاجماع في التعويل عليها , والمتأمل لتلك الوصفه يجد التوافق التام على التشخيص والاقرار بالضرر والخطورة التي تسببها تلك الفيروسات, هذا الاحماع المتوافق عليه من مختلف فئات المجتمع ومؤسساته وجهاته , فالاباء حريصون على ابنائهم وسيبذلون الغالي والنفيس مقابل سلامة أبتئهم وحمايتهم من الاخطار. فالمساجد تقدم المواعظ الدينيه عبر منابرها المؤثرة وتحذر من الاخطار المحدقه والعدائيه المتربصة التي تستهدف ثروة الوطن الحقيقة وهي شبابه , والجهات الامنية من شرطة , ومكافحة المخدرات والسجون يقومون بواجبهم نصحا وتوضيحا وتحذيرا لشباب الوطن وجميع فئاته ؛ بالاضافة الي الحملات المختلفه الصحيه والدعوية القائمه على ذات السبب والواجب , الا ان أمرا غريبا بحد ذاته يعتبر تناقض للموقف والذي يسبب فشلا لكثير من المشاريع الجبارة , وذلك لعدم وجود شراكه مكملة وترتيب عملي تجتمع فيه المساعي نحو نفس الغاية ؛ فمثلاً مراكز الانشطة التي تحدثنا عنها , والاجماع على اهميتها والتعويل عليها في محاربة الفراغ وشغل الوقت بكل مفيد واحياء لروح التكافل والتعاون وشراكة المجتمع الواحد تقوم بالاساس على الدعم الاهلي المكمل لميزانيات الانشطة المقررة او كما هو معمول به . ولأن كثيرا من تلك المراكز حديثة العهد ومستجدة خاصة في القرى , أرى ان تسبقها حملة تعريفية تستعرض فوائده , لا أقول ان ذلك يقتصر على مرجعيته والوزارة التي يتبع لها كجزء من خطة العمل , بل من قبل الفاعلين والمؤثرين من الموثوق بهم ودعمهم لضمان نجاح تلك المراكز كي تحقق الفائدة المرجوة منها , كأن تبادر المكاتب التعاونية مثلا لتنظيم محاضرات من قبل أحد منسوبيها سيكون لها تأثيرا حين تركز على الدعوة لتقديم الدعم المعنوي والمادي ؛والتوضيح بأنها تقوم على حماية الشباب والخوف عليهم , وتدعو لتبنيهم من قبل الرئاسة العامة لرعياة الشباب وغيرها وكم هو غريب ان لا تندرج ضمن اعمال الحملات المختلفه زيارات لتلك المراكز . ولنتذكر ان من الداء يأتي الدواء ! وبعض الأدوية تحتاج الي أن تأتي كمجموعة عقار بتراكيب مكملة لبعضها البعض حتى تحقق فائدتها العلاجية اذا ما اردنا فعلا النجاح وليس مجرد تأدية واجب فحسب ! 1