بعض خطباء الجمعة للأسف يرددون في خطبهم : لا الصلاة تصلون ولا رمضان تصومون ولا الى بيت الله تحجون وغيرها من اللا ءات , المنفرة . عادت بي الذاكرة إلى واقعة رواها الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله في لقاء صحفي معه قال فيها : "حضر الأمير سلمان وكان وقتذاك أميرا للرياض لصلاة الجمعة بأحد جوامع الرياض وسمع الخطيب يردد لا الصلاة تصلون , ولارمضان تصومون , ولا إلى البيت تحجون , وبعد الصلاة أشار على الامام واصطحبه معه وقال له : تصور أن شاباً أو أي كان هداه الله بهذا اليوم لأول مرة بحياته , وعقد العزم على أن يبدأ حياة جديدة يُقبِل فيها على الله عز وجل , وكان دخل ليتوضأ وسمع هذا التنفير من الممكن أن يقول جئت أصلي , والامام الخطيب يقول على من هم ملتزمون قبل أن آتِ فكيف بي أنا , فمن المكن أن ينتكس ولايدخل لسماع الخطبة ويصلي ويكون إثمه بسببك , وسأل الأمير سلمان الخطيب : إن المسلمين بالجامع جاءوا للصلاة والله وحده يعلم عن كل واحد منهم ما نيته , وما بقلبه وما درجة إيمانه , أيصح أن نقول لهم لا الصلاة تصلون وهم أمامك يستمعون إليك وتقول لهم لا تصلون بينما هم جاءوا ليصلون ؟ إذن أرى أن تعتزل الخطبة وتستمر تصلي بجماعة المسجد ومكافأتك مستمرة". فخُطَبُ الرسول صلى الله عليه وسلم قصيرة جدا لاتتجاوز ثمان دقائق , وأطولها خطبة الوداع لو قرأناها وبالغنا بالتمهل لما استغرقت عشر دقائق , سألت أحد الخطباء المميزين لماذ لا يقتدي خطباء الجمعة بخطب الرسول من حيث الإيجاز كي لا يتشتت انتباه الحضور بالجامع , فقال لي : "أين نحن وبلاغته ", فقلت له : لتجربوا تؤدوا من خطبه عينها ولو لمرة بالشهر , وتشيرون إليها أنها من خطبه صلى الله عليه وسلم , هذا بالنسبة للايجاز والوقت . والكثير منهم يقرأ بخطبه مفردات ومصطلحات لا يفقها الكثير من المتلقين , وبعض الخطباء يتعمقون كثيرا بأمور بعيدة عن فهم الأغلبية من الناس , ناهيك أن بوطننا كثيرا من الجاليات المسلمة غير العربية , نعم منهم من يقرأ القرآن بقراءات محودة , ولكن لايفقه ما يسمعه من خطب الجمعة , فمن الواجب أن تُستخدم مفردات وعبارات قريبة للمتلقي وإلا ماذا استفاد وا من يوم بالأسبوع ينتظروه بفارغ الصبر . هنالك أوضاع عامة يجب يتناولها الخطباء كالقصور بالخدمات , وإساءة استخدام بعض الناس للمرافق العامة , وتناول ما يتابعه الناس من أحداث وصراعات من حولنا , فالخطبهة ليست بالتقعر باللغة , ولا بطولها , وتشعبها , أتذكر أن حضرت خطبة جمعة بأحد مساجد القاهرة من سنين مضت , بعد المقدمة بدأ بقراءة حديث نبوي وشرحه بتبسيط دون أن يكون بيده أوراقا , ما يثير الدهشة أن بعض الخطباء يخلطون بين المحاضرة والخطبة , يجب التركيز على موضوع واحد وتناوله باستدلال بآية أو حديث , لا أن يسرد الخطيب عن فلا عن فلان وفي رواية كذا , وأخرجه , وصححه , مايهم المتلقي بالفعل زبدة الخطبة , ويكفي أن يشير الخطيب أن الحديث صحيح أو حسن أو رواه ... لذلك أتمنى على وزارة الشؤون الاسلامية أن توجه خطباء الجمعة بما يحقق رسالة هذا اليوم , وأن تنظم دورات تدريبية تشتمل على الا قتداء بخطب الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث الايجاز ومن حيث مايقال بالدعاء , فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتناول بخطبه الدعاء على أهل الكتاب ولا على المشركين , بل كان يدعو الله بما يعود بالنفع على المسلم بدنياه وآخرته , ومما نسمعه من لازمة أبدية لبعض الخطباء : النصارى ومن ناصرهم , واليهود ومن هاودهم والشيعة ومن شايعهم , فما دمنا نقول ونعيد أننا نلتزم بهدي رسول الله وخلفائه الراشدين فلا نخترع أدعية ما أنزل الله بها من سلطان . يقول الفضيل بن عياض- رحمه الله-: ( لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان او بؤواية لولي الأمر ) وهذا التعميم كان لأن ولي الأمر الخليفة , لكن مما نلاحظه على كثير من الخطباء لا يشيرون لاسم ولي أمرنا كما أئمة الحرمين الشريفين , بل يكتفون بولي امر المسلمين مع أن خادم الحرمين اختار لقبه وصفته ولم يدعِ أنه ولي أمر المسلمين , نعم لا أتحدث عن النيَّات لكن لا أرى خجلا أو صعوبة في الحهر باسم ولي الأمر أو صفته . 1