تعتبر المقاطعة إجراء حديث لدى مجتمعنا حققت أهدافها واثمرت في بعض الأمور فتبدأ بحملة شعبية قوية مجدولة ومؤرخة وقد تمتد عند بعض الناس إلى الأبد لإيمانه الكامل بمصداقية وحقيقة تلك المقاطعة , حيث بدأت بمجتمعنا من منطلق ديني الذي لا يجهله من ينتمي لهذا الوطن فعندما يتعلق الأمر بالمعتقد الديني يهرع ويستجيب كل البشر لذلك المطلب ليس ذلك حكراً على وطننا ولكن في كل أنحاء العالم , ذ الدين أولاً وإن اختلفت الأديان وتعددت , لكن تتخلل المقاطعة أساليب تحايل للالتفاف عليها كي تنفد بجلدها بأقل الخسائر بمعدل هامش الربح من خلال انحراف بعض المقاطعين لأسباب خاصة بكل فرد لعدم وجود البديل للمستهلك وهذا يجعل تلك الشركات تتحاشى كساد كلي لمنتجاتها , لكن فرض الغرامات المالية ثبت أنها أكثر و أشد وقعاً على اقتصاديات الدول المصدرة وأيضا على المتحايلين من المستوردين من تلك الشركات أو من الشركات المحلية . هناك أمثلة على عدد من المقاطعات التي تمت في الفترة المنصرمة التي يرتبط حدثها بالمعتقد الديني والحل السريع التحايل الذي حدث مع مقاطعة منتجات الدنمارك فقد أتت المقاطعة بثمارها في الفترة الأولى لكن سرعان ما تذكرت تلك الشركات الإتحاد الأوروبي ولكن بعد خسائر كبيرة وقعت فيها تلك الشركات تقدر بالمليارات وأيضاً المقاطعة التي حدثت للمتصفح غوغل الذي كان لفترة يومين فقط وأوقعت به خسائر فادحة لم تكن متوقعة من قبل ولكن التعويض يأتي من الشركات البديلة التي تتفرع منها أو تأخذ منها موافقة العمل في هذا المجال ولكن قد خسرت الشركة الشيء الكثير أما عن المقاطعة الداخلية فقد كانت مقاطعة شركات الألبان هي الأبرز فقد كانت ناجح بكل المقاييس وأجبرت تلك المقاطعة شركات الألبان على إرجاع الأسعار كما هي وتلك المقاطعة أسفرت عن تحرك وزارة التجارة التي فرض على شركات الألبان إعادتها إلى ما كانت عليه مع عدم رفعها مجدداً ولكن نجحت تلك الشركات في التحايل فقد خفضت مقدار الألبان في العلب الصغيرة من 200 مل إلى 180 مل وهي ألان موجودة في الأسواق وبدون إدراك من العامة . ونحن في هذه الأيام نعيش مقاطعة جديدة وليتها تنجح وهي مقاطعة الدواجن فئة الدجاج لكن ماذا يكون البديل لها فاللحوم والأسماك قد ارتفع سعرها مسبقاً وكما يتوقع الاقتصاديون أن هذه المقاطعة ستحدث خسائر على تلك الشركات المنتجة والمستوردة وقد وجدوا بعض الحلول تتمثل في الدجاج المبرد وتحويله إلى مجمد الذي تمتد فترة صلاحيته إلى سنة , أنا هنا لا أريد أن أقمع رأي أحد بأن المقاطعة غير مجدية ولكن لو استمرت فترات قد تكون ناجحة وقد تعصف بالشركات وقد تقتل جشع التجار الذي ليس له حل سوى المقاطعة. 1