الأول للميزان هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي يحتفل فيه شعبها بتوحيد بلادهم التي بسطت ذراعيها لتربيتهم وتعليمهم وهيئة لهم فيها سبل العيش ورغدة ،لتصبح في ثمانون سنة فقط من اهم دول المنطقة بل من اهم دول العالم تأثيرا،حيث تجشموا حكامها عناء المشقة ومرارة العيش ،وتسر مدوا ضيما لبناء وطنا يسعد أبنائه برغد العيش والأمن ولأمان , لن اهندس حروفي لأنحت منها تماثيل نفاق وإنما سأعسكر ها حبا ووفاء لشعب هذا الوطن وحكومته،وأوظفها لخدمته. هذا اليوم الذي يعلن فيه مولد امة و يجسد بناء وطن ومنجزات شعب وبطولة قائد ومسيرة قادة تسلسل حكمهم نزفا لأنهار دمائهم وعرقهم التي روت الصحاري العطشى فأنبتت عشبا مخضرا وأشجارا فارعة ونباتا طيبا حصد ثماره الشعب واستظلوا ضلالها فكانت الطاقة التي فجرت حضارة وطن يفتخر بِها شعبها ويسعى للحفاظ عليها وتطويرها كمفهوم وطني. تلك هي الوطنية التي ينبغي على شبابنا ادراكها ، فمفهوم الوطني لدى بعض الشباب هو يوم واحد يرتدي فيه الملابس الخضراء والبيضاء ويحمل فيه الاعلام ليمتطى سيارته ذات الصبغات الخضراء والمزينة بالرسومات والصور والشعارات الوطنية ويشغل المذياع راقصا مع الأغاني الوطنية يجول في شوارع مدينته تلك هي الوطنية ومفهومها لدى بعض الشباب ،مع انني لست معارضا لتلك الصور الاحتفالية بل أباركها وأشارك فيها ،ولكن يجب ان يعي شبابنا مفهوم الوطنية الحقيقة وثقافة حب ألوطن. فالوطنية لا تعني احتفالات يوم سنوي واحد فحسب ،ولكنها احساس بالحب و الولاء للمليك والوطن الذي تربى فيه وتعلم وتلذذ برغد العيش والأمان وتبلور فيه فكره ليبدع وينتج ، فالوطنية الحقيقة ليست يوم واحد فحسب وإنما طيلة ايام السنة حتى اخر ساعات الحياة وان تحافظ على ممتلكات وطنك وتسعى لتطويرها الوطنية هي طاعة اولياء امرك وتسعى جاهدا لتنفيذها احساس بالمسؤولية اتجاه دينك و بلدك ,الحقيقة التي يجهلها البعض ويتجاهلها البعض الاخر،فهي ذات مكنون ايجابي بنّاء و منتج لا ملبوس شكلي عقيم. 1