ماتشهده وتتعرض له المحافظات السورية من عدوان غاشم وأعمال عنف وقمع وقتل وتشريد وإبادة جماعية من قبل جيش النظام السوري الجائر لأمر يندى له الجبين وتقشعر منه الأبدان ضد شعب أعزل طالب بحقوقه بكل سلمية دون أن يشهر سلاحاً ، فما وجد إلى الويلات والتعذيب والتنكيل . مايمارسه الجيش النظامي ضد أبناء الشعب السوري يعد إنتهاكاً للإنسانية وتمقته الديانات والشرائع السماوية ، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد حين كلفت الأممالمتحدة مبعوثها كوفي عنان لدى جامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية والتي مازادها إلا تفاقماً ، فظل متنقلاً وخاضعاً تحت رغبات النظام السوري الجشع وإيران وروسيا ، ولم يستمع لمطالب الشعب السوري الذين هم أصحاب الأحقية التامة لمن يستمع لمطالبهم ويوقف سيل الدم المراق والإنتهاكات اللأنسانية التي تمارس ضدهم . ظل عنان صاغراً وفاشلاً وخاضعاً لمطالب تلك الحكومات التي تمد النظام السوري بالسلاح والعتاد لإراقة دماء إخواننا السوريين ، وعنان يقف موقف المتفرج من تلك المجازر ولم تفلح خطة سلامه والتي تنص على وقف إطلاق النار في إبريل نيسان بين حكومة بشار ومقاتلي المعارضة . فشل عنان وأخفقت خطة سلامه ولم يبلغ بها العنان وأعلن إستقالته بعد فشله الذريع دون التوصل لحلول بين الطرفين ، ولكن لم تخفق إرادة وعزيمة الشعب السوري الأبي ، وظل وسيظل صامداً في وجه الطغيان والإستبداد ، وتظل الإنتصارات تتوالى محققين بذلك مطالبهم ومايصبون إليه برغم الجراح وبرغم الصدور العارية التي تتلقف طلقات النار بكل إصرار مكافحين ومناضلين لتعلو حريتهم خفاقة في سماء سوريا المجد والنضال ، ويعبروا عن غضبهم العارم إزاء الظلم وماتكبدوه من جحيم نظام طاغية مستبد لا يجيد إلا إستخدام العنف والقسوة ضد أبرياء سيكون النصر حليفهم لا محاله ، وستطرد تلك الفلول مذعنة للشعب السوري الحر الذي أبى إلا أن تكون العزة والكرامة حليفىة لهم أيضاً . في الوقت ذاته كانت الشعوب العربية قلوبها مع إخوتها السوريين في شتى بقاع الأرض تبتهل لهم بالدعاء في صلواتها وقيامها وقعودها بالنصر المؤزر ، ليجتازوا تلك المأساة التي تمر بهم جراء نظام طاغية جبان أستفحل وعاث في أرضها فساداً ، تبتهل ليعجل الله لهم بنصر قريب ، فجاءت توجيهات ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله ورعاه – بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا ، فهب الناس وسارعوا وجادوا بالغالي والنفيس ليعبروا عن محبتهم وخالص وفائهم لأخوة لهم يستحقون أن نقدم لهم أغلى مانملك ، ليجتازوا محنتهم ويتغلبوا على الصعاب والويلات التي يتكبدونها من عناء حرب شعواء طالتهم بوحشيتها سيمحقها الله ويأتي بنصر قريب. 1