الأمم التي عَمِلتْ وَجدتْ ثمرة عملها ، والأمم التي خططتْ لتصل واهتمت للوصول قطعت مراحل كبيرة للوصول ومانراه من عوالم متمدنة ومتطورة هو نتاج عمل وتخطيط ، مازلنا ننبهر بالتطور في اليابان وبالتطور القياسي في ماليزيا وبالنهضة بالاقتصاد التركي وبخروج البرازيل من ازمة الاقتصاد بخطط عقدية وأمام انبهارنا بها واعجابنا بارتقائها لنسأل انفسنا كيف اثرت فينا ؟ هناك من يرى عجزه عن الوصول لذلك يعاند ويكابر ويقول نحن افضل لدينا ... ويبدأ يعدد بتجاهل ان الآخرين لديهم كل ذلك ومع ذلك لم يمنعهم ان يرتقوا .... واصبحت مبررا مستهلكا غير منطقي هناك من يرى هذه النماذج ويضخمها ليملأ مقالاته بجلد الأمة التي لم يعد فيها ما يتحمل الجلد ويرى ان الجلد هو الطريقة المثلى للتعبير عن المشكلة وهناك من يشعر بالدونية ويَسفه ويُسفّه أمته ويبقى يدور حول أنه ليس من الممكن الوصول ولكن علينا ان نبقى حيث نحن فالواقع الذي نحن فيه جيد وعلينا الحفاظ عليه .. والقليل يراها نماذج يمكن الاستفادة منها وتطبيقها ويدفع باتجاه الحلول ولايلبث ان يستسلم للواقع من حوله فتبقى خيبة بنفسه يحاول التنفيس عنها بالمحاولة الفردية للانجاز إن مشكلة الأمم التي تخلفت ليس في اقتصادها الذي الذي يزدهر تبعا لثقافة المجتمع ، وليس في قوتها فالقوة هي قوة المعرفة ولكن الإشكال كل الاشكال هو في الثقافة فثقافة المجتمعات التي تؤمن بالخرافة والاسطورة والعجز اكثر من ايمانها بالعمل هي من تبقي شعوبا مواردا لشعوب اخرى نهضة ماليزيا في فترة قياسية ارتكزت على التخطيط والوعي الجماعي بالعمل والتطور فهي ليست دولة عسكرية قوية وليست دولة بها موارد وثروات ولكنها آمنت بالاستثمار الامثل وهو استثمار المعرفة ومن هذه المعرفة طورت مواردها وطورت وتطور الوعي لدى شعبها وانعكس كل ذلك على تجربة ماليزيا التي اصبحت قوة اقتصادية ومجتمع متطور أي انها بدأت من اقل الموارد واستثمرت في افضلها وهي المعرفة ، والمعرفة هي من قادت دول مثل النرويج والسويد لتصبح دول متطورة مع قلة مواردها مقارنة بدول تملك ثروات هائلة مادية وعجزت عن الوقوف .. اذا فاستثمار المعرفة هو الاستثمار الذي لن يبور وعلينا طرق ابوابه والاهتمام بالاستثمار في العقول وما نراها ونلمسه من تميز لأبناء مجتمعنا في شتى المجالات يغري بأن نطرق هذا الباب بجدية ووعي .