لا توجد ثمة وزارة تحتاج إلي تطوير كوادرها كما تحتاج وزارة الصحة لذلك الأمر الذي بات ضرورة من الضروريات الأساسية لأي منظومة صحية دون استثناء يذكر. هذا التطوير يتمثل في الإبتعاث خصوصاً والدورات التخصصية التي تستهدف كل الممارسين الصحيين باختلاف مسمياتهم الوظيفية , إلا أن المتابع للأمر يجد شحا في من يحمل مؤهلات عليا ( الماجستير والدكتوراه ) داخل وزارة الصحة حسب الإحصائيات الخجولة من وزارة الخدمة المدنية . صحيح يوجد برنامج للإبتعاث لوزارة الصحة ولكن قليل جدا وشحيح للدراسات العليا,فهل هذا يعني اكتفاء وزارة الصحة من هذه الكوادر المؤهلة ! وإذا لم يكن كذلك فبماذا نفسر عدم فتح باب الإبتعاث منذ فترة طويلة؟! يعتبر عامل الوقت في بناء الإنسان هو العمود الفقري في هذا النوع من الاستثمار فالراغب في التطوير والابتعاث اليوم قد لا نلقاه في الغد, وإهمال عامل الوقت يؤدي إلي أن الكثير من حملة البكالوريوس يسعون للتوجه إلى وزارة التعليم العالي نظرا لسلاسة الإبتعاث فيها كونهم يرغبون في تطوير شهاداتهم, وهو ما يعني تسربهم من وزارة الصحة . كما أن الوفرة المالية الكبيرة والدعم المالي الحكومي لبند الإبتعاث يجعل هناك فرص قد لا تتوفر مستقبلاً. وزارة الصحة مشكورة تسعى للتطوير, ولكن السير ببطء شديد, وعدم وضوح سياسة الإبتعاث, وعدم التركيز على الدراسات العليا, وعدم تيسير إجراءات الإبتعاث, كل هذا شكل عائقا أمام تطوير الكوادر الصحية التي باتت تنتظر ذلك على أبواب الأمل والقدر لتحقيق ذلك على مدار اللحظة, و في أسرع وقت ممكن . كما أن تأخر الإيفاد الداخلي لما دون البكالوريوس يزيد من شح المقاعد المخصصة للإبتعاث, والتي كان من الأفضل الاستفادة منها للدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراه ) . الحل هو الإسراع في فتح الإيفاد الداخلي لمن يرغب في تكملة تعليمه لدرجة البكالوريوس, وزيادة المقاعد المخصصة للدراسات العليا عن طريق الإبتعاث الخارجي لمن يرغب في ذلك, كوننا نعاني ندرة في هذه الكفاءات على جميع المستويات التعليمية !! ومن هنا أناشد وزير الصحة بالنظر في هذا الأمر,خدمة للوطن ورقيا بالخدمات الصحية . فاصلة : يعد عامل "الوقت " هو العمود الفقري في الاهتمام بتطوير " العنصر البشري " كون ذلك يعتبر " استثماراً حقيقاً " وبتحققه تنشأ منه بقية الاستثمارات الأخرى . 1