صدمت فتوى اللجنة الدائمة للافتاء المحرمة لعمل المرأة «كاشير» شريحة واسعة من السعوديين والسعوديات، وخلقت في أذهانهن مسلسلاً من الأسئلة والاستفهامات، حول تحريم وظيفة «الكاشير» تحديداً على النساء، على رغم عمل المرأة في أماكن عدة وتحت مسميات وظيفية مختلفة في أماكن يختلطن فيها مع الرجال. واستغرب أكاديميون وسيدات من جدوى الفتوى، ليطرح معظمهم تساؤلاً مهماً، عما إذا كان العمل في وظيفة كاشير ام اللجوء إلى التسول والانحراف، إذ تعجب عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتور عبدالله أبو السمح صدور فتوى تحرم عمل المرأة في وظيفة «كاشير»، وقال ل«الحياة»: «إذا عاد بنا الزمن لعصر النبوة نجد أن المرأة عملت في هذا العهد في المجالات كافة منها البيع والشراء وكذلك زراعة الأرض وهي أكثر مشقة». وأضاف: «على مر عهود الإسلام كانت النساء يعملن ويعلن أسرهن في حال عدم وجود عائل لها، ولا تزال تعمل المرأة إلى يومنا هذا في الأسواق وتبيع وتشتري الناس من بسطاتها، وغالبية الأسواق تشهد بعملها في هذا المجال الذي لا تختلف عن عملها في وظيفة كاشير». مشيراً إلى ان عمل المرأة في مجالات العمل كافة يعد شريفاً طالما يحميها من الرذيلة أو مد يدها للناس. وقال: «لا يمكن تقسيم العمل في مجتمع الى ذكوري ونسائي، لأن المجتمع هو رجل وامرأة ولا يمكن الفصل بينهما، اضافة إلى صدور فتاوى من أباح عمل المرأة واختلاطها بالرجل في غير خلوة، وهذا ينطبق على عملها في وظيفة كاشيرة لأنه مكان عام ليس فيه خلوة». في السياق ذاته، قضت الفتوى على أماني سعوديات كن يحلمن بفتح مجالات متعددة يعملن فيها، إذ تجد ريم الغامدي الفتوى حاجزاً يقف أمام عمل المرأة «خصوصاً أن نسبة البطالة عالية، والمجتمع السعودي نصفه من السيدات، وبقاء هذه الكمية الكبيرة من المجتمع معطلة سيؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً في حال كانت المرأة هي المسؤولة عن أسرتها وتعولها». أما منى الجابر فتلحظ تناقضاً كبيراً في المجتمع السعودي، «كيف يحرم عمل المرأة في الأسواق كمحاسبة، بينما تعمل في المستشفيات وتقابل مئات المراجعين يومياً». من جانبها، ترى جميلة السليمان عدم وجود نص شرعي يحرم الاختلاط، «نحن نضطر للاختلاط بالرجال في جميع الأماكن، ومنها «السوبر ماركت» حيث اختلط بالرجال وأتعامل مع محاسب رجل، وأجد أن تعاملي مع محاسبة أفضل». وأضافت: «إن المرأة تعمل في المستشفيات والشركات وأماكن كثيرة، فيها اختلاط ووظيفة الكاشير لا تختلف عنها، فلماذا تحرم؟». وتعتقد أن منع الفتيات من العمل في مجالات بسيطة يمكن أن يجعلهن عالة على مجتمعهن، «ليس باستطاعة الكثيرات الحصول على شهادات عالية تؤهلها للعمل في وظائف مرموقة داخل مكاتب مغلقة». أما هتون أحمد فتشير إلى أن اليوم أصبح أكثر من نصف المجتمع السعودي من السيدات ومنعهن من العمل يجعل منهن عالة على المجتمع وعلى أسرهن.