[فقدت قرية ديحمة صباح يوم الإثنين الماضي إمامها وخطيبها الوالد الفاضل إسماعيل حسن قيسي فقد إستيقضت الأهالي في صبيحة ذلك اليوم في ديحمة وقرى الساحل التابعة لمركز السهي على خبر وفاته كالصاعقة ولكن إيمانهم بالقضاء والقدر خفف عليهم مصابهم . هذا الشيخ الفاضل مهما كتب عنه وذكر من خصاله لا يمكن أن نوفيه حقه من المديح فقد ظل سنوات طوال يأم المصلين في الصلوات الخمس معلماً وموجهاً على طريق الخير والصلاح وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر من خلال منبر المسجد الذي وقف عليه سنوات عده وكان خير من يوجه ويعلم بأسلوب محبب لنفس الصغير والكبير .كان رجلا كبيرا في كل شئ كبيرًا في تعامله مع الآخرين كبيرًا في خلقه. عرفته عن قرب عندما كان يعمل معنا في مركز الرعاية بديحمة كان أباً حنونًا لجميع العاملين بالمركز لا أنسى نصائحه لنا في كل صباح نلتقي به يحب الصغير والكبير يمازح هذا ويضحك مع هذا يحب الجميع والكل يتفق على حبه. صاحب مشورة صادقه ورأي صادق . لا أ نسي أبدًا عندما طلب التقاعد المبكر من وظيفته عندما قدم طلبه لنا رفضناه مره ومرتين وثلاث حباً في تواجده معنا وتكملة مدة خدمته الوظيفية. ولكنه كان مصراً عليه وعندما سألته عن السبب . قال لي أنا الآن أشعر بأنني لا أستطيع مواصلة الوظيفة بسبب إنني أعاني من بعض الأمراض ولا يمكن ولا أرضى على نفسي أن أستلم راتب من الدولة وأنا لا أقوم بواجباتي الوظيفية كاملة . وعلي والوجه المطلوب مني. وأخاف أن يحاسبني الله على هذا يوم ألقاه . فمن الأفضل يا ولدي أن أقدم تقاعداً مبكرا فستجبنا لطلبه على مضض . كان رحمة الله والداً للجميع وهو بذلك فقيد الجميع ويكفي ذلك الجمع الغفير الذي حضر يوم مواراة جثمانه إنما هو دليل واضح علي طيبة هذا الرجل وحب الجميع له . والكل يشهد له بالصلاح والتقى والعفاف والزهد في الدنيا. . مرت جنازة بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقال لمن هذه فقالوا لفلان وأخذوا يشتمونه ويذكرونه بأسوء الأوصاف فقال عليه السلام وجبت ! ، وبعدها مرت جنازة اخرى فسأل عنها أيضا فقالوا لفلان الرجل الطيب ذا الخلق الحسن فقال عليه السلام وجبت !. ... سأله احد الصحابه عن معنى كلمته وجبت ؟ فقال المعصوم عليه السلام " انتم شهداء الله في ارضه أما الأول ففي النار وأما الأخر ففي الجنة. عشية وفاته جلست مع كبار السن ممن هم في سنه في عائلتي ممن كانوا علي علاقة مباشره معه أيام الشباب أقسم بالله العظيم كان الجميع بعيون ترى في محاجرها الدمع يثنيى على هذا الرجل في شبابه ومشيبه ويشهدون له بالصلاح وقوة الإيمان وقوة الشخصية وسداد الرئ .وصداقته وحبه للجميع في الرخاء والشدة. إنسان بهذا القيمة الإنسانية و الإجتماعية والدينية الأ يستحق أن يكون فقيد الجميع . ولكن عزاءنا في رجال خلفهم من أولاده.( مساوي) و(صالح) و(حسن) و( علي) و(محمد) وجميع أحفاده فهؤلاء الرجال هم إمتداد لشيخ فاضل إنشاء الله . رحمك الله يا والدنا ومعلمنا وإمامنا وأسكنك فسيح جناته وجعل مثواك جنان الخلد آمين يارب . وإنا لله وإنا إليه راجعون 1