كل ما يمر بنا الآن أصبح يمر بسرعة البرق ونحن مازلنا نعيش أيام وزارة البرق والبريد والهاتف ! وفي الأخير مكانك راوح ويمكن يكون للخلف داور .. العالم أصبح يبتكر حلول لمشكلات يتوقعها مستقبلا ونحن مازلنا نلف وندور حول المشكلة نبحث عن حل يؤجل المشكلة لبعدين وبئس الحل !! وياخوفي من بعدين هذا لإني أراه أوشك على الانفجار ... مبدأ مشي حالك أصبح أصلا وأصبح النظام تعسف وتعقيد ؛ وفي الأخير سيكون الضحية ذلك المواطن الضعيف لان حاله لن تستطيع ان تمشي في دهاليز المحسوبيات , حينما أنظر لكل المشكلات حولي ألاحظ اقتراحات لحلول أعفى عليها الزمن بل أظنه أكل وشرب حتى أصابته التخمة ! ولاحظ معي أنها مازالت اقتراحات يعني أنها قد تنفذ بعد سنوات وحينها ستكون حلولا غير ممكنه في مجموعة الواقع – على مبدأ الرياضيات – وحينها يعلوا الصوت وترتفع الهمة للبحث عن حل جديد فيفتشون في سلة ( مشي حالك ) ويخرجون لنا بحل جديد هو بالفعل جديد بالنسبة لنا ! ولكنه سيرى النور في عصر أبنائنا وحينها سيكون متحف وتراث لا حل! هل تفكيرنا بليد حقا ؟ أم أننا أذكى شعوب الأرض في فن الضحك على بعض ! فحينما انظر لمنطقتي الصغيرة جازان كمثال فقط , أضحك حتى ينتابني البكاء وحق لي كلاهما فأرى حلول بليده وبدائية يسوق لها على أنها (حاجه ما حصلتش) فأضحك , وأعلم أن ملاين الريالات تصرف عليها فأبكي وملاين أخرى ستصرف على إزالتها وتغيرها فأبكي وأبكي وأقول لك الله يا وطني لك الله يا وطني . فطرق وسدود ومشاريع تقام في منتصف الأودية وعلى عينك يا تاجر وبمليارات الريالات والنتيجة الحتمية كارثة نعم كارثة وسنقول حينها أن ما حصل في جده ( دلع وليس كارثة) أنا أجزم أن من يخطط وينفذ لا يضع في حسبانه أنها مشاريع للقادم من السنين ولا يكلف نفسه البحث عن كيف سيكون هذا القادم ... قد يكون ذلك لأنه يعي أن القادم يعني أن يكون على الكرسي شخص أخر (يصطفل ويتنيل بستين نيله مع كل اللي يجيه )! فجازان لن كون كما هي في قادم السنين فأجواؤها مثلا ستصبح إستوائية وستزداد كمية الأمطار بشكل كبير جدا فهل مشاريعنا مهيئة لمثل هذا وهل خدماتنا مهيئة لاستقبال الزوار والسياح على مدار السنه أم مبدأ مشي حالك مازال على رأس العمل . ليست هذه الأمور من بنات أفكاري ولا هي من أحلام الظهيرة بالنسبة لي لكنها الدراسات تقول هذا والتحولات المناخية الحالية تثبت ذلك فلم تعد درجات الحرارة في الصيف كما كانت بالسابق وأصبحنا نلاحظ برودة الأجواء أكثر من ذي قبل في الشتاء , إن ما يحدث في بقاع العالم يؤثر علينا جميعا لكن يبدوا أن مسؤولينا وواضعي الخطط مازالوا في زمن البرق والبريد والهاتف !