كنا فيما مضى نحلم بالخصخصة لاعتقادنا أنها الملاذ الآمن لتطوير مستوى الخدمات كماً وكيفاً ,هذا من جهة ومن جهة أخرى لاعتقدنا أنها سوف تعمل على توسيع قاعدة الوظائف مما سيتيح فرص عمل أكثر للشباب بدخول مجزية وضمانات صحية ووظيفية راقية ولكن كل تلك الاعتقادات تبخرت وذهبت أدراج الرياح رغم أن (الخبراء) أكدوا واقعية تلك الاعتقادات ولم تتبخر أحلامنا فقط بل تحولت لكوابيس أذاقتنا الويلات وأقضت مضاجعنا ولا تزال.والأمثلة على ذلك كثيرة وليس أدل من شركة الاتصالات و(رفاقها) فبعد أن تحولت هذه الشركة إلى عملاق على أكتافنا وثبتت جذورها في أحشاء وطننا تغرف من خيراته أصبحت وحشاً كاسراً يبيع للمواطن (الخراط) لتلهف ما في جيبه بل وأصبحت ممراً سهلاً للنصابين ممن يبيعون الهواء (الكاكي) على الحالمين بالثراء عبر المسابقات المحرمة .ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل حتى أسعار خدماتها ترتفع وتنخفض هكذا حسب مكر(مات) هذه الشركة وقد بلعنا أفعالها وشربنا عليه أطناناً من ماء بئر(ديحمة) العتيقة . لكنها اليوم وبأفكار جهنمية تحولت لخصخصة المخصخص بمعنى ظهر (هباشين) في هذا الكيان ليرموا بموظفي هذه الشركة إلى الشارع ويسندوا أعمالهم لشركات تشغيل زادت الطين بله على مستوى الخدمات وليس هذا وحسب بل قلصت رواتب أبنائنا السعوديين العاملين في هذه الشركات المشغلة إلى النصف ! والنصف الآخر سيذهب لجيب ذلك الهباش الداهية وكل ذلك من جيوبنا ؟! والقادم من هذه الشركة ورفاقها و(هباشيهم) أكثر سوءاً . فللأمانة وحتى الآن لم نرى من الخصخصة إلا قشوراً وفواتير حولت معه حتى دورينا (ال....) أقصد أقوى دوري عربي ؟!؟إلى دوري مفوتر ! عجبي مثله مثل الدوري الاسباني !!. والحقيقة المرة أيضاً أننا لم نعد ندري أين ستتجه بنا بوصلة الخصخصة لأنها إن كانت ستسير على نهج شركة اتصالاتنا فالهدف مجهول وكل ما يقوله (الخبراااء) مجرد (هروج في ظل عروج) يعني كلام في الهواء, والمصيبة أن منظري اقتصادنا يحاولون بيع كل خدمات الدولة للقطاع الخاص متأثرين ربما بما (قبضوه) أقول ربما وربما بما درسوه في تلك البلاد البعيدة , لكنهم نسوا أو تناسوا أن في تلك البلاد شركات تحرص على مستوى خدماتها لوجود المنافس ولوجود هيئات مدعمة بقوة السلطة تحاسب هذا القطاع الخاص (الشركات) على عملها ومستوى خدماتها وتحاكم المقصرين لترعى مصالح المواطنين وحقوقهم . أما عندنا فالظاهر أن رجال أعمالنا ليس عليهم رقيب إلا ضمائرهم والدليل تلاعبهم بمشاريع الدولة وتنفيذها بمقاولين تخصص (باطنية) أو (صدرية) لينتج في النهاية قطع للدورة الدموية من شرايين الشعب والدولة ,فنمسي ونصبح ونحن (فاغرين) نلهج بالدعاء والشكوى للمنتقم الجبار. السؤال هل سيبقى حالنا هكذا مع أمثال هؤلاء القطاع الخاص (التجار)؟؟ هل سيظلون هكذا يسرحون ويمرحون ظاهرا وباطنا فيسلخوا الدولة والمواطن على حد سواء؟؟ أم ستتدخل الدولة كما تدخل سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز لوقف تلاعب مصنعين لطوب بجده وأمر بالتشهير بهما مع أني أكاد أجزم أن هذين المشهر بهما هما الآن يعملون من الباطن ولن يرمش لهم جفن . أعتقد أنه آن الأوان لوضع حلول عملية تحد من عمليات الغش التجاري والتلاعب بالخدمات والأسعار لجميع السلع وليس أقل من إلزام هؤلاء (التجار) من كتابة أسعار السلع عليها مثلها مثل الأدوية وكذلك تثبيت أسعار الخدمات المقدمة للمواطن ومراقبة جودتها والوقوف دائما في جانب المواطن لأنه الحلقة الأضعف وحتماً يجب أن لا نترك هذا الأمر لضمائر تجارنا الكرام وقطاعهم الخاص لسبب بسيط؟؟ هو أن الأيام أثبتت أنهم بلا ضمائر. [email protected] 5