عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (" مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا ، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَقَالُوا : لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا ، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا). وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ) مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (. عزيزي القارئ لم أسرد ما قدمت من إعجاز نبوي لغرض الإمتاع البياني فقط بل لأقدم لك المحرض على هذا الطرح ,فهذان الأثران الكريمان أشعلا في ذهني تساؤلا كبيراً مفاده : لماذا وحالنا من الترابط والالتصاق الاجتماعي هكذا نسكت عن تلاعب ومخالفات بعض المقاولين القائمين على تنفيذ مشاريع التنمية؟ هل لأننا لا نتألم لما يحدث؟ أم لأننا لا نعرف الطريق الموصل لمكاتب المسؤولين لوضع هذه المخالفات أمامهم إبراء للذمة ؟ أم لأننا نخشى الدخول في دوامة المسائلات والإثباتات مع أقوياء ومتنفذين؟ حقيقة لست أدري أين الحلقة المفقودة بين المسؤول والمواطن خاصة فيما يتعلق بالرقابة المشتركة على مستوى تقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع. يهرع بعض الناس للمواقع الالكترونية وللصحف وكتابها لفضح بعض مخالفات المقاولين ودون ذكر أسمائهم غالبا مع أنهم يساعدون الدولة والمسؤول في الرقابة على شخص لربما يحدث بسبب ما غش كارثة في قادم الأيام فيكون من سكت عنها كمن شاركه الجريمة. جلست مع بعض المسؤولين وسألتهم ما مقدار تجاوبهم مع المواطن فأكدوا لي أن أبوابهم مشرعة لقاصدهم ,وجلست مع مواطنين فأكدوا لي العكس بل وشككوا في صدق ما ذهب إليه الطرف الآخر في المعادلة وشبهوا من يذهب إليهم بخطيب الحجارة. وأنا أقترح على كل مسؤول للخروج من الحرج التالي : أولاً: إنشاء آلية لتواصل المواطنين مع المسؤول على أن يديرها شخصيا ويتجاوب معهم على أرض الواقع عبر زيارات للمشاريع المنفذة والوقوف عند بلاغات المواطنين دون مسائلات وممحاكات ثانيا: عقد لقاءات مباشرة من قبل المسؤولين مع المواطنين ولتكن دورية ويدعى لها العامة وتفتح المداخلات دون مديرا للحوار الذي يعمل في العادة عمل الحاجب على باب المسؤول (مدير المكتب). فللأمانة ما يفعله بعض المقاولون بمشاريع التنمية مؤسف بل يصل أحياناًللنهب للمال العام وإلا ما معنى تشقق مدرسة بعد تسلمها من المقاول بفترة وجيزة ؟ ((حلم)) كم أتمنى أن يلزم المقاولين بضمان مشاريعهم طوال عمرها الافتراضي ضماناصارما يشمل كل العيوب والكوارث المترتبةعليها على أن لا يكون كضمان شركات التأمين لرخصة المرور [email protected]