خزامى تلك الطفلة التي توفيت امها وهي في الشهر الرابع من عمرها . هاهي تعود اليكم بأشد انواع الالم بعد الحرب البارده اضطر الخال أن يذهب بصحبة زوجته الى ذاك المكان البعيد الذي يسكنه الاشباح لا يوجد فيه شي من مقومات الحياه الحديثه ذهبت خزامى برفقتهم والخال كان في نظره ان الحياه هناك لها طابع اخر لا يعلم بتلك المآسي التي ستحل بهم جميعاً فهو مرغم ايضاً من قبل زوجته التي هي تريد السكن بقرب اهلها . وفي ذاك الصباح تنظر خزامى الى بعيد تتذكر الضاحيه التي كانت تعيش فيها مع اسرتها صديقاتها الجيران الشوارع الهواء الاشجار ذكريات طفولتها بكل فرح والم وتنزل الدموع من عيناها على فراق اختها الوحيدة التي ربما لن تراها مرة اخرى الحياة صعبه جدا هناك تضطر خزامى على تجرع العلقم حتى تستمر حياتها بكل مافيها من مصاعب لاتذكر !! تعود الى دراستها في المرحلة المتوسطة تحاول ان تنسى وتندمج مع زميلات الدراسه وفي تلك اللحظة التي ليس لها سابق موعد يطرق الباب ذاك النصيب تتزوج خزامى ذالك الشاب الخلوق وتعيش معه في بيته المتواضع وتصبر على حياتها الصعبه معه وبعد مدة من الزمن يفاجئها المخاض فتضطر ان تولد في البيت لأن زوجها ليس لديه المال للذهاب بها الى مستشفى فتتعسر ولادة خزامى ويخرج الطفل الميت بعد معاناه من تلك الولادة المتعسرة وتصبر خزامى على مااصابها وتحمد الله على ما ألم بها الحياة قاسيه والبرد قارس والفقر يعم تلك القريه، اجمعها خزامى مؤمنة بأن الله إذا احب عبداً إبتلاه وبعد بعد فترة من الزمن ترزق خزامى بخمسه من الابناء وتسعد بهم وتعلمهم ماتعلمته وتعود الحياة شيئاً فشيئا وتبتسم لها وفي تلك اللحظة تسمع خزامى ذاك الخبر المؤلم وهو وفاة زوجها الذي كان لها سنداً في هذه الحياه تنظر الى هؤلاء الابناء وتسمع صوت الهواء المنبعث من تلك الاشجار الشامخه التي لا تتأثر به فتستمد خزامى الشموخ منها من اجل تربيه ابنائها اليتامى لتكون هي لهم الوطن التي حرمت خزامى منه والام التي خزامى لا تعرفها و الاب الذي مات مبكرا والسند التي هي في أمس الحاجة إليه ؛؛؛ 8