من الطبيعي بأن صوت الحقيقة يبدأ ضعيف ثم يزداد قوة مع مرور الوقت مقارنة بأصوات وصراخ الشائعات اللتي دائماً ما تتبناه الطبقات الأقل وعياً وثقافة في المجتمعات الريفية وهي الطبقة الأعلى صوتاً دائماً، لذلك قال تعالى في كتابه الكريم ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) لعلو صوته بالنهيق. إن ما شاهدناه عبر الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية ورسائل الجوال خلال الأيام الماضية من صراخ أرباب الشائعات عن انهيار مبنى الكليات بجامعة جازان يؤكد بأن مجتمعنا يعيش فراغ فكري يحتاج إلى آلاف البلاطات لسد ذلك الفراغ. ولكوني عايشت الأزمة بكافة تفاصيلها التنظيرية منها والواقعية حيث ذهبت إلى موقع الحدث أكثر من ثلاث مرات علني أجد ظواهر إنهيار إلا أنني للأسف لم أجد ذلك وكُل ما وجدته بالفعل جزء من بلكة سقطة فوق السقف المستعار من خلال أحد المناور ، ولو أنه لم يتم تحريك بلاطه السقف المستعار من قبل مدير الأمن والسلامة لمكث ذلك الجزء في مكانه بضع سنين. الغريب في الأمر أن بعض كتاب الأعمدة الفارغة في صحفنا اليومية أرادوا أن يقولوا نحن ما زلنا نكتب ونحن هنا للمجتمع الذي نسيهم وأعمدتهم. ف الخزندار يتحدث عن سقف مدرسة بينما الحديث عن كليات وجامعة. والطويرقي بدأ الكتابة ولم يكن يعرف أين النهاية فنجده تارة يتحدث عن الإعلاميين وتارة يتحدث عن المبنى وتارة يتحدث عن إصابات ونحن في جازان لم نسمع بإصابات ولكن كبر الإشاعة أوصلت للطويرقي أن حالات الإغماء إصابات. ما أشبه اليوم بالأمس مع فارق الوعي والمستوى التعليمي فالحقيقة أن ما يحز في النفس ويدمي القلب مشاركة الطالبات الجامعيات في انتشار الشائعات وتضخيمها . لذلك نحن في جازان مازلنا نعيش أزمة فكرية ثقافية لن تندثر إلا عندما يرزقنا الله بجيل أكثر وعياً وإدراكاً ينأ بنفسه عن الشائعات ويؤمن بالبحث للوصول إلى الحقيقة... هذا والله من وراء القصد.