أعزكم الله.. بعد أحداث بلاطة جامعة جازان والتي كشف لنا سقوطها على الأرض عمق جرح اللامبالاة الغائر في جسد الإدارات التنفيذية.. سقطت بلاطة آرمسترونغ _كما سموها_ ومع سقوطها سقطت أقنعة المثالية وظهرت أخرى سموها إن شئتم أقنعة "الوصوليون الجدد".. سقطت البلاطة فأبان سقوطها الكثير من الفضائع النائمة التي يرتكبها البعض لتظهر آنفاً في قالب غباء أو فكر أو مص لحجية أو داء عظمة وفوقية إلى أن يجمع هؤلاء اللاهثون خلف المادة أو المطبلون طمعاً في الأضواء ما استطاعوا في جيوبهم "أوكروشهم" أو ربما حتى في آذانهم من كلام معسول كاذب.. انتقد النقاد وثار الثائرون وصعد أولياء الأمور الحادثة إلى حد لست أراه إلا طبيعياً أمام إنذار تحذيري آت من "السقف" فمن يضمن ألا يسقط سقف سقطت بلاطته بعد بضعة أشهر قليله من بنائه. لا جديد في هذا كله وما حصل لم يكن حدثاً غير متوقع الحدوث في الوقت الذي نسمع فيه عن انكشاف سوءات أرباب الفساد المالي والإداري أمام ولاة الأمر وأمام الشعب بأكمله فأصبحوا يتهاوون كما تتهاوى الحصى من أعالي الجبال لكثرتهم _واحداً تلو الآخر_. كما أنه لا جديد ولا غريب في ردة فعل أولياء الأمور والمجتمع الجازاني بأسره جراء ما حصل بل إن ردة الفعل هذه كان يجب أن تكون أقوى وأشد حتى يعلم كل مقصر في واجبه وأمانته فداحة ما قد يوصلنا إليه من كوارث نحن في أتم الغنى عنها. الجديد هذه المرة هو ظهور الوصوليون الجدد بطريقة جديدة وبجلابيب أخرى تريد تصنيف الناس ثقافيا وفكريا وعلميا حسب المكان.. بإقليمية وعنصرية ممقوتة سمجة مرادها "تحويل انتباه الرأي العام عن الحدث" مقابل "حفنة من المال" أو "مقعد مزين بالجلد الطبيعي من أمامه مكتب يدل أن من خلفه وصولي" كل هذا وهم يتلاهثون حول فانوس الشهرة شأنهم شأن حشرات الليل. الجديد وليس بالغريب هو الظهور بكل هذه البجاحة والحمق والإنغماس في الفوقية خاصة وأنهم أقصد "الوصوليين الجدد" لا مبادئ لهم ولا أساس ولا منهاج أخلاقي سوى المصلحة ومخالفة الإجماع ولو كلفهم ذلك حتى ممارسة "الهرقلة الأخلاقية" ضد الأنقياء. أحدهم خرج قبل ما يقارب الأسبوع _عبر صحيفة "جازان نيوز " وجازان الإلكترونية_ ليصف كل "الريفيين من أبناء جازان" بالأقل وعياً وثقافة بل وأن أصواتهم الأعلى بعد أن قام بليّ الآية الكريمة مستخدماً إياها مع مصلحته واصفاً أصواتهم "بصوت الحمير" كل ذلك فقط لأن البعض طالب بمحاسبة المتسببين الذين يراهم "الوصولي الجديد" أبرياء من تهمة الإهمال والغش مقللاً من فاجعة الطالبات اللاتي أصابتهن حالات إغماء ونقلن إلى المشفى في لحظات ذعر صعبة عشنها لوحدهن وعاشها أولياؤهن عند سلوك الخبر واصفاً حالاتهن بأنها لا تستحق كل الكتابات والأصوات التي طالبت بمحاسبة المقصرين ومع أنه قد أشد في اللوم على كتاب الصحف الورقية الذين تناولوا الموضوع إلا أنه تجاوز عن وصفهم "بالحمير والنهيق" كما وصف به أهالي الريف من جازان، ليؤكد على نظرته الدونية لكل من هو قادم من الريف والذي عبر عن أنه يحتاج لآلاف البلاطات "كي تسد فراغه الفكري" _حسب رأي الوصولي الجديد" متناسياً النظر إلى ركاكة كتاباته وأساليبه والتي يجهل فيها التفريق بين التاء المربوطة والمفتوحة بعد أن نصب نفسه المتحدث الفكري الأول في وعن جازان بأجمعها ويياله من داء خاصة عندما تجد أن صاحبه صار من غير المرغوبين بهم في كل المحافل... عافانا الله