الإهداء : إلى روح المؤسس لهذا الكيان العظيم والدي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله والدي .. غبت جسداً، وحضرت عملاً، خلدت به لنا مجداً، وكياناً تاجه كلمة التوحيد ورايته ،ونبراسه الشريعة السمحة والسنة منهجه، فأسال الله أن تكون في جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء . يا والدي: ها هو الحلم الذي نذرت نفسك له، وأمضيت عشرات السنين من حياتك مجاهداً وباذلاً.. للنفس والمال، وساقيا غرسته من عرقك ودمائك حتى توحدت أشلاءه وتوطدت أركانه، فأسست "وطن التوحيد" .. "ووحدة الوطن" لله درك ما أعظمها رؤية وما أعظمه نجاح،يعجز عنه غيرك، ويبنيه العظماء أمثالك. إن "الوطن" الذي أسسته ووحدّته، بلغ سن الشباب، ونعدك أن يبقى شاباً لا يعكر صفوه معكرّ، ولا يمس وحدته حاقد ولا يدنسه عدو مادام فينا عرقٌ ينبض وأنفاسٌ تتحرك . إن الوطن الذي وحدتّه ينعم اليوم في أمن ورخاء من أقصى حده الجنوبي إلى أقصى حدود الشمال، ومن أبعد نقطة في الغرب إلى أقصى مكان في الشرق، جسدٌ واحد ولُحّمة واحدةُ "حكاماً ومواطنين". ولولا الله ثم وضعك "دستوراً" للحكم، يكون منهجه كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه وسلامه، وعدل أبناؤك من بعدك وتنفيذهم لوصاياك، لما تحقق الأمن ولم ننعم بهذا الرخاء وهذا الرقي والتحضر، نسأل الله أن يجزيك خير الجزاء عنا وعن كافة الأجيال المتعاقبة على هذا الوطن وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك . كم تمنيت أن ترى ما صار بعدك وما نراه اليوم . أبناؤك حكموا كما أمرتهم، وكلما رحل منهم عظيم إلى رحمة الله انتقل الحُكم إلى عظيم آخر منهم، بسلاسة لا تعكرّها الأهواء، ولا نزعات التسلط ، وكل عظيم منهم يعمل بكل جهده وإخلاصه، في بناء وتطوير الوطن الذي وحدتّه حتى وصل الوطن إلى ما وصل إليه الآن. نسأل الله أن يرحم من مات منهم ويدخلهم جنات خالدين فيها وأن يحفظ من بقي منهم ذخرا للدين والوطن . كم تمنيت أن ترى ملايين الحجاج والمعتمرين وهم ينعمون بأداء المناسك في أمن وطمأنينة ، وترى أبناءك الأوفياء من بعدك، وهم يتفانون في خدمة الحرمين الشريفين كما فعلت أنت فكانت التوسعات وتوسعت الخدمات واستراح الحاج . وأصبح الحاج والمعتمر، لايشغل بالهما شاغل، عن أداء مناسكهم، ولا يعترض طريقهم معترض، وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل "غرس" غرسته أنت في أبنائك الملوك من بعدك . ما ذا أقول ....؟ وما أقول ....؟؟ لو أردت أن أكتب عن نهضة الحاضر فقد أحتاج إلى مجلدات وخصوصا في عهد خادم الحرمين الشريفين "عمي وسيدي" الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده "عمي وسيدي" صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود والنائب الثاني "عمي وسيدي" صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود من نهضة وتطور فمن هذا الوطن رواد الفضاء ومنه علماء رواد في الطب والعلوم المختلفة على مستوى العالم ومنه جهابذة الأدب والشعر ومنه ساسة فطاحلة ، وعلى مستوى الشجاعة والإقدام فكما عهدت آباءهم وأجدادهم جاء الأحفاد ولاء وطاعة. ثمانون عاماً ،أنجزنا في كل عقد منها ، ما يعجز عنه غيرنا في قرن من الزمن .. تاريخُ مشرّف وحاضر مزدهر، صناعةُ وعمران نماءُ ورخاء .. أمنٌ وإيمان . يا والدي .. إن الوطن الذي وحدّته يحتفل اليوم بثمانين عاما مضت على وحدته، ومن حقنا أن نفتخر بتلك الذكرى ونعبّر عن حبنا لك يا مؤسس الوطن في " يوم الوطن" وعيده ونطمئنك بأننا بخير والوطن ومواطنيه بخير ونعمة وسؤدد ، داعين الله لك في كل لحظة بجنة الخلود على حُسن صنيعك فينا دنيا ودين. حفيدك : تُركي بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود