للأسواق في رمضان نكهة خاصة,ولنداءات الباعة موسيقى عذبة ليس لها روح إلا في هذه اللحظات من السنة. حولي الآن داخل السوق يبدو كل شيء مختلف, الوجوه مشرقة وعبق الطهر يفوح من بين القسمات المترعة بالإيمان والعمل الخالص لوجه الله في رقابة ذاتية صارمة فليس من أحد يفكر في خداع الآخر أو التلاعب به خوفاً من رب العباد أولاً وأخيراً. منظر غاية في الروعة يتناغم تماماً مع روحانية هذا الشهر وخصوصيته. ياالله! أنظروا لهذا البائع يدفع له ذلك الزبون فوق السعر المحدد من البلدية خطاءً ! فيعيده بكل أريحية بل يسلم الزبون ماله من نقود دون مماحكةً وجعيراً. حتى الجزار الذي في العادة لا يبيع إلا المتردية والنطيحة وغالباً الميتة المجمدة على أنها كبش أملح أو تيس صغير السن طيشا ني, في هذا الشهر وبوازع من إيمانه المشرئب المتسامي لا يغش ولا يخادع ولا يتلاعب بالميزان أو الأسعار. كم بهرتني هذه الحميمية بين الناس وهم يسيرون مترجلين وراكبين بلى مناكفات أو مناوشات قد تتبعها زخات من الركلات واللطمات واللعنات أبداً فكل ما أراه هو الابتسامات المتبادلة والدعوات بالتوفيق والبشر الطافح على الوجوه , كل شيء حولي نضيف ورائع بمجهودات البلدية وتعاون الناس . لكن ألأروع حقيقة هم موظفي وزارة التجارة الذين يبذلون جهوداً مضنية في سبيل منع كل من تسول له نفسه التلاعب بالأسعار أو الغش أو الخداع في بيع بضائع مقلدة مثلاً وهم قلة بطبيعةالحال أقصد البياعين الفاسدين قلة وليس الموظفين طبعاً .وكم يسعدني أن أسجل شكري وتقديري لهم ولوزارتهم التي بالفعل في رمضان غييير.وعندما يحل المساءوتضاء فوانيس أماسي رمضان البهية, يطيب للنفس الاستماع لآيات القرآن الكريم منبعثة من حناجر أئمة المساجد الداودية بهدوء وشجن يخامر الروح دون إزعاج للبيوت والساكنين. فيحلوا للأسر التزاور والتسامر متحلقين حول الشاشة الرمضانية التي لا تبث إلا الطيب من القول ولا تعرض إلا أعذب الصور والمشاهد دون خدش للحياء والدين , وهدم لأخلاق المجتمع. فلا مناظر متبرجة ولا مشاهد مخلة ولا مسابقات قمار مقنع أو استغفال لنهب أموال الناس بالباطل والخط الأحمر عندهم هو تشويه الدين والتاريخ و....... عفواً سأقف نظراً لانقطاع الكهرباء بالمناسبة حتى الكهرباء لايمكن أن تنقطع في رمضان إلا عرضاً والفضل لله ثم لجهود رجال الشركة. وغداُ سأكمل باقي المشاهد. محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]