هلت ليالي العيد على وطني المجيد وثراه يعبق طهرا وسماؤه تفوح تألقا يملأ الوجود . هلت ليالي العيد وهذه الدوحة الغناء تضمنا بوارف ظلها مثلها كشجرة طيبة أصلها ثابت يضرب أطنابه في أعماق الأرض وفرعها سامق في السماء تهبنا من كل خير وتمنحنا كل حب. لكني وبين بسمات الوجوه المشرقة وغناء الأطفال العذب صفنت!! متذكرا قصة الرقيب عيسى الفيفي ورفاقه الرقيب محمد حنتول ووكيل الرقيب احمد عطيف وكيف تعاهدوا في ساحات الوغى على هامة جبال الحد الجنوبي أن لا يسمحوا لكائن من كان أن ينال من دوحة الإسلام وأن يقطعوا كل يد آثمة تمتد بأذى لثرى المملكة العربية السعودية وكانت وصيتهم لبعضهم البعض أن إذا أكرم الله أحدهم بالشهادة أن لايترك جثمانه للأعداء بل يحمله من بقي منهم ليوسد ذرات رمل الوطن . وتنادى الجموع وتزائرت الأسود على زغاريد الرصاص في معركة طاحنة ليس فيها إلا الموت تبيعه لمن أراد أن يشتري؟ فاشترى الأشاوس الموت في سبيل الله دون الوطن وشربوا من كأس المنية كما يشرب الهيمان من ثغر الحبيب في غفلة من العيون . والحرب سجال كر وفر انسحبت أسودنا انسحابا تكتيكيا لرص الصفوف تمهيدا لكرة جديدة , في هذه الأثناء تفقد الرقيب عيسى الفيفي الجموع فلم يجد رفيقيه فما كان منه إلا استئذان قائدة لينقذ رفاقه رفض القائد خوفا عليه وعلى الجميع لأنه يعلم أنه إذا تقدم تبعته الجموع حتى ولو لم تبقى فيهم عينا تطرف لكن الرقيب عيسى أصر قائلا ياسيدي لك الطاعة وأعرف سر رفضك لكني بعت روحي لله فداء للوطن وقد تمت البيعة وشهد الشهود وليس لي الحق في الرجوع فأطرق وقائدة ورفع بندقيته للسماء وصرخ مكبرا , عندها حمل الرقيب عيسى الفيفي سلاحه وتقدم الجموع وتبعته الجموع مزمجرة غضابا فضجت الجبال بالتكبير واهتزت الجلاميد من صهيل الرصاص أخذ الرقيب عيسى الفيفي يمهد الطريق ويرسل التكبيرات على وقع الرصاص حتى وصل إلى جثامين زميليه فوجدهم قد فارقوا الحياة ودمائهم تسقي ثرى هذا الوطن وتبعث في الوجود مسكا نديا فصرخ بكل قوته الله أكبر وكبرت خلفه أسود (عبدا لله بن عبدا لعزيز) فكانت معركة وجها لوجه لا خنادق ولا متارس معركة تطحن بين أنيابها كل هزيل خوار فندحر العدو وتكسرت أنيابها على جلاميد قلوب الأسود وانقشع النقع عن استشهاد من تعاهدوا جميعا ووجدوا الثلاثة إصاباتهم في صدورهم ياالله!! جعلوا صدورهم درعا للوطن ليهبونا فرحة العيد. حملت بعد المعركة أجساد الشهداء الثلاثة لتحقيق الوصية . آسف قارئي العزيز أنني أثرت هذا الألم في يوم العيد لكني تذكرت بهذه الفرحة هذا الوطن الباسم وجحافل شهدائنا الكرام وأيادي قادتنا العظام . فتذكرت الفهد وهل مثل الفهد وكف الفهد وتذكرت خالد وأي رجل كخالد الإنسان والندى وتذكرت فيصل الإسلام والحكمة والعرب وهل بفيصل يلام المرء إذا صفن وتذكرت سعود ومعهده السامق للعلم والعلماء وتذكرت الإمام الأشم عبدا لعزيز من جمع الجزيرة بالحب والسيف ووحدها بالدين وغرس شجرة ستظل بإذن ربها مثمرة وارفة الظلال. وطني أهديك فرحة العيد كما أهديها للجميع من لدن الأب القائد عبدا لله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني إلى ابني الصغير وقبل ذلك أهدي فرحة العيد لشهدائنا الكرام وصالح الدعوات أرجوكم أدعوا لهم فهم والله يستحقون. محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]