لاشك أن القصة والرواية لها دور كبير في نقل أحداث التأريخ وبكل مكوناته هذا إذا فصلنا التأريخ عن هذين المصدرين مع أني أعتقد أن التأريخ ما هو إلا رواية مسرحية درامية بكل فصولها وأبطالها ولازلت مستمرة ولن يستدل ستارها ألأخير إلا خالقها عز وجل. وهذه الدراما هي التي نقلت لنا إرثنا الفكري وأدبنا ونقلت إرث وآداب الأمم التي كانت قبلنا ورسمت لنا صورة مجتمعاتهم على هوى كاتب التأريخ أو الرواية وهي نفسها حتماً ستنقل آدابنا وصورتنا لمن بعدنا. ومن غرائب ما وجدت في كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب رغم ما في الكتاب ألمعيته الفذة في تنبهه لنوع من الأعجاز القرآني لأاعتقد أنه سبقه لاكتشافه أحد هذا الاكتشاف يكمن في التصوير السينمائي للقرآن الكريم وكيف أن القرآن الكريم عندما يسرد قصة ما عبر آياته الكريمات تظهر في مخيلة القارئ وكأنها أحداث فلم سينمائي حقيقي محكم الإخراج يستطيع منه القارئ تكوين فكرة وصورة ذهنية عن مجتمع تلك القصة وأبطالها. ومن هنا أنطلق إلى تساؤل . ** هل الدراما السعودية رغم حداثتها رسمت صورة المجتمع السعودي بكل أمانة وقدمتها للآخرين كما يجب؟؟؟؟؟ أنا في قناعة نفسي وانطلاقا من رأي شخصي محض أعتقد أنها لم تفعل ذلك إطلاقاً (وهذا الرأي لا ألزم به أحد) بل إنها في أحايين كثيرة أساءت لهذا المجتمع وشوهة صورته بقصد ومن غير قصد أحياناً !؟.ففي تركيزها على سلبيات المجتمع فقط ومن ثم تضخيم تلك السلبيات وتصويرها عبر قالب مشاهد يقدم للآخرين على أنها صورة واقعية لهذا المجتمع تشويه لصورة المجتمع السعودي الحقيقية وإساءة له مهما كانت التبريرات, وفي تركيزها على نماذج جاهلة أو متخلفة أو ساذجة أو مترفة متعالية أو استغلالية أو متشددة وتقديمها على أنها صورة نمطية لأفراد هذا المجتمع إساءة لباقي فئات المجتمع. وتقديمها لصورة هذا المجتمع كمجتمع مثالي أيضاً إساءة وافتراء كسابقه. فما الحل إذن ؟ الحل بكل بساطة يكمن في تقديم صورة حقيقية لهذا المجتمع بكل أركانه الفكرية والثقافية والحضارية والاجتماعية دون إساءة أو مبالغة . أما مضي الدراما التلفزيونية السعودية بهذا الشكل فإنني أخشى أن تؤثر على صورة مجتمعنا لدى الآخر كما تأثرت صورة مجتمع شقيق بسبب ما قدموه لنا مشخصاتهم من دراما تلفزيونية جعلتنا نرسم صورة مشوهه لمجتمعهم الفاضل . لذلك أرى أنه حان الوقت لمراجعة ما سبق ودراسته لنعرف ماذا نريد وإلى أين نسير وفي سبيل ذلك لابد من إنشاء هيئة درامية سعودية متخصصة وعلى أعلى مستوى كل ذلك من أجل أن نقدم أنفسناللآخر كما يجب دون إفراط وتفريط. محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]