عندما سٌئل الفيلسوف العظيم سقراط لماذا اختارك اليونانيون كأحكم الحكماء كان رده بسيطاً لكنه عميقاً جداً كشخصيته المتأنية المتأملة حيث أجاب لأنني الوحيد الذي يعرف أنه لا يعرف) لوكان هذا الرجل بيننا لطرد من عمله(الظهر)بسبب هذا الاعتراف عموما كانت تلك الإجابة بمثابة الباب الواسع الذي ولج فيه هذا الفيلسوف وتلامذته من بعده بل ومحفزاً أساسياً لهم للسباحة في بحر العلوم الزاخر,إلا أن معظم تأملاتهم ونقاشاتهم كانت تدور في علم ما وراء الطبيعة(الميتافيزيا) لأنه التحدي الحقيقي لمثل هذه العقول.تهافتوا وأوغلوا بجد وتهافت الفلاسفة من بعدهم في هذا البحر المغلق تماماً والذي كان ولا يزال وسيظل فوق إمكانات العقل البشري وطاقاته.ومن بديع لطف الله جل وعلى ورحمته بعباده أن تصدى هو للإجابةعن كل علامات استفهام العقول البشرية ولم يتركها لتخبطاتها. فأرسل الرسل تترى وأيدهم بالبراهين السماوية لتروى هذه العقول المتعطشة للمعرفة واستمرت هذه التغذية إلى أن خٌتمت هذه البعثات الربانية بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ختم كل الرسالات وأجاب عن كل التساؤلات(الميتافيزيائية) وترك الناس على المحجة البيضاء .فلم تدع إجاباته الموأَيدة أي مدخل أو منزلق لأحد لكنها تركت بعض الأسئلة مفتوحة لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى.وفي المقابل جاء الحث الإلهي لتدبر السنن الكونية أي العلوم (الفيزيائية) في إشارة واضحة وجلية لما تحمله هذه السنن من خير للحياة البشرية.لكن الذي يرفع الضغط والسكر ويفقع المرارة أن تجد عقولاً نشأت على القرآن والسنة تحاول أن تعيد نقاش تلك الأمور الجدلية(الميتافيزيائية) وبفلسفة بليدة متخلفة زاعمة أنها بذلك تعيد اكتشاف المجهول الذي أغلقته العقول الجامدة المتمحورة فقط حول الكتاب والسنة واستنباطات القدماء حسب رأيهم .ومع أنني أتفق معهم إتفاقاً مشروطًا حول نقطة عدم الجمود الفكري هذه, لكنني أعتقد أن هناك منزلقات خطيرة في هذا الباب يجب الحذر منها ولعل من أعظمها خطورة في اعتقادي إعادة التفكير في أسماء الله وصفاته ومحاولة منطقتها وعقلنتها حسب طاقة العقل البشري بل ولوي أعناق النصوص أحياناً لتوائم هذا المستوى من التفكيروتبرره . ومثل هذا الصنيع قد يدخل تلك العقول من حيث تدري ولا تدري إلى مستنقع النفي أوالتشبيه أو التكييف أوالتعطيل لأسماء الله جل وعلا وصفاته, وهذه لعمري قاصمة الظهر حالقة الدين ماحقة الخير في الدنيا والآخرة وفي ذات السياق عبث فكري منحط لاطائل منه. وهنا أقول لتلك العقول الضيقة المخدوعة لا يجرنكم الشيطان إلى الهاوية ولا تعدوا قدركم عند الحديث عن من السموات والأرض مطويات بيمينه سبحانه فما ألخلق إلا عبيد له أما هو ف(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وإن كانت لكم فضل عقول وتفكير فدونكم سنن الله الكونية أعيدوا اكتشاف كنوزها لتفيدوا وتستفيدوا محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]