دعونا نطلق على هذا العام عام الفتاوي , و كذلك دعونا نمنح أنفسنا يقين أن " الفتوى " مجرد رأي فقهي فقط وهو ليس تشريع منزل يتبع عدى في الأصول وما جاء به الكتاب ولا يحتمل التأويل , وكذلك أن الفتوى مصدرها " الفقية " و ليس هناك تعريف مؤصل لما يسمى : عالم دين ؟! و أنني من خلال مقالي هذا اتحدى أن يكون هناك اجماع لأي مسالة خلافية بين الفقهاء , ومن يقول غير ذلك فليتفضل و يخرص لساني الطويلة وياتيني بإجماعة و من أجتمع وما أجتمعوا عليه في الخلاف . عام الفتاوي , هو عام ثقافة " الإلهاء " للمواطن عن قضاياه الأساسية و همومة اليومية , نظراً لأننا مسلمين - الوصف للمسالمين - نتعاطف مع قضايانا الفقهية لبلوغ الجنة وهذا المراد , و ننجر خلف فقهاء ولا حول ولا قوة ألا بالله - فقهاء و ليس علماء - كي نبلغ ذاك المراد و نسلمهم العقول و الخيط و المخاط , ولو أننا تأملنا أكثر في الفتوى , و كذلك مضمونها وردود الفعل المصاحبة لها , سنكتشف امور عدة منها : - كشف كثير من المستور عمداً - عدم احترامهم لبعض أن تخالفت الرؤية و التوجة - أسقاط بينهم للاسف يصل للتحقير بل و اكثر من هذا كما تتبعنا الفتوى الأخيرة لأحد الفقهاء والذي حتى " لونه " لم يسلم منهم ؟! - و الأهم أنهم يعتبرون فتواهم أو رأيهم الفقهي من وجهة نظري انه الحق و ليس موضوع خلافي ؟!! بكل تاكيد ولا مجال للشك أن هؤلاء - المفتين - ساهموا و غرسوا في عقولنا " الإتكالية " بل و حققوا معادلة البقاء والتي نتيجتها السطحية التي اعتمدت على عنصر " الإتكال ؟ ولكم أن تتابعوا أي برنامج مسموع أو مرئي لأحد هواة الفضاء - مفتين الهواء المباشر - و تنظروا نوعية الأسئلة المطروحة والتي أقل ما يقال عنها ومع أحترامي للجميع تافهة نظرا لما تحمل من سطحية و فكر سلبي . أيضاً السياسي يتحمل معنا هذا الهم الكبير , كونه نح حق تقرير رضاء الله للعبد المواطن بيد أصحاب التوجة الفقهي الواحد , بل و سيس له ليصبح مذهب رسمي للدولة , و ما زلت بيني و بين نفسي اسال : هل المذهب معتقد أم رأي ؟! المؤسف وبكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالة , أن تتبنى مؤسستنا الدينية ممثلة في بعض اعضائها هذا الرأي - الأوحد - ولا تصرح برأيها أن القضية خلافية , وأن الرأي في المسالة لا يتعدى خلاف كقضية " الغناء " على سبيل الذكر . و كذلك وهو ما يدمي القلب , أن لكل شيخ بعباءة و لحية كثيفة موقع شخصي يطرح فيه فتاوية التي ترمي بشرر غالباً , و تكون مدعاة للسخرية لمن له قلب و عقل غير مؤجر , و المدهش عندما تجد رقم الفتوى في فئة الألف , مما يجعلنا نسال : كم هي الفتاوي السابقة التي ترمي بشرر ؟ ومتى سيتوقف هذا السيل الجارف من الفتاوي ؟ ولماذا نحن - السعوديين - نتمتع بهذه الخصائص الفتونجية ؟! و برغم كل هذا , وبرغم ما يسكن قلبي , أرى انها فائدة صحية نوعاً ما لكي يعرف جمهور - المتكلين - السلوك العام لبعضهم في الأختلاف حتى يعرفوا من يتبعون , فهم لا يقصرون - و اللهم لا حسد - في التنقيص و التقليل و التحجيم لبعض أن لم تتوافق مع هواهم وليس شرع الله . في حفظ الله