صورة محزنة نقلتها جازان نيوز لمواطن لم يجد أي طريقة يعبر بها عن امتعاضه من الظلم الذي تعرض له سوى أن يحرق كل وثائقه الرسمية التي تثبت ممتلكاته ، والحمد لله أولاً وآخراً أنه لم يحرق نفسه أو يحاول الانتحار على طريقة مواطن المنطقة الشرقية الذي أنقذه الدفاع المدني من الانتحار نتيجة لظروف مالية قد يكون وراءها سوق الأسهم السعودي ، أو كحال ذلك الشاب الذي حاول الانتحار في تبوك بعد معاناة مع القسائم المرورية ، ناهيك عن قائمة طويلة من الأحداث التي لا يتسع المجال لذكرها الآن . صورة مخجلة للوطن وليست لمسئولي جازان فقط أمام العالم تترك وراءها علامة تعجب واحدة وألف علامة استفهام . فهل تعريض النفس للخطر والإيذاء مصير كل من تعرض لظلم أو تعسف ؟ أم أن هناك أبعاداً قانونية نجهلها في مثل هذه القضايا ؟ ولذلك أعتقد أن اختلاف القضايا واتفاق الناس على الامتعاض يعطينا انطباعاً واحداً يتمثل في غياب ثقافة القانون أو في تغييب أنظمته بفعل فاعل .!! ومن المؤكد تماماً أن خلف تلك المؤثرات الصوتية التي طمست بعضاً من معالم المقطع القضية كلاماً أخطر يجب معه على فرع هيئة حقوق الإنسان التحرك قليلاً باتجاه أحد المسارحة لاستطلاع الأمر وعرضه على سمو أمير المنطقة وليس البقاء على تلك المكاتب الوثيرة بانتظار مجيء ذلك المواطن المغلوب . عندها هل سيتم احتساب ضربة الجزاء هنا على المواطن ؟ أم على القانون ( القضاء ) ؟ أم على حرف الواو الذي يجب استئصاله تماماً من قاموسنا ؟ أعتقد أن المواطن السعودي يشكل دائماً الحلقة الأضعف وخاصة ابن جازان ويشهد بذلك مطار الملك خالد الدولي بالرياض البوابة 37 التي أصبحت معلماً بارزاً في رحلات الخطوط السعودية المتأخرة والتي تؤكد على ضعفنا أمام من يتخذ القرار ، تكبر القضية شيئاً فشيئاً لتشمل بقية بوابات المطار لنستنتج في النهاية أن وطناً بأكمله يعاني مع القانون ( القضاء ) الذي هو بحاجة إلى قضاء آخر لمحاكمته !! حينها لن ننتظر شيئاً من قضاءٍ يقف عاجزاً عن النطق بحكم نهائي في قضية المعلمين والمعلمات مع مستوياتهم المستحقة مثلاً !! أو من قضاءٍ يحكم باستحياء بسجن رجل زنى بابنته أربع سنوات فقط !! متناسياً أن من وقع على ذات محرم فاقتلوه . ولذلك فإن قضاؤنا النزيه أوجد تعريفاً جديداً للنزاهة غير المتعارف عليه لغوياً وهذه سابقة سوف ندونها له في كل المعاجم والقواميس مع حفظ الحقوق كاملة باسمه . ثم إن مما يدعو للحيرة والدهشة أن نجد مواطناً يمتلك صكوكاً شرعية يبحث عن أوراق وصكوك أخرى تثبت ملكيته !! . عندما يصف أحدهم أبناء المنطقة بالخوف والفقر والمعاناة فإن ذلك ليس غريباً ولا ملازماً لابن جازان بل إنه جزء من كل ، جزء من وطن يشترك أبناؤه في ذات الصفات ، وتغيب عنهم ثقافة القانون الذي ظل حبيس الأدراج ، عندها لم يجدوا مخرجاً للنجاة فأوجدوا طريقاً للهلاك . نعرف تماماً ونؤمن أن قضاؤنا شرعي ومستمد كل أحكامه من القرآن والسنة ولكن أليست الحاجة ملحة اليوم لكتابة هذه الأحكام وتدوينها وتدريسها لأبنائنا لنشر ثقافة الحقوق والواجبات وثقافة القانون ؟ أم أن وضعاً عشوائياً كهذا أصبح مناسباً للبعض لممارسة كل الطقوس التي تملأ القلب حقداً يكون فيها الوطن هو الخاسر الأكبر؟ أليس ضعف القضاء سبب رئيسي في ضعف القانون ؟ نسيت أن أقول لكم : إن ضربة القضاء آسف الجزاء ضائعة . صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]