قبل عام تقريباً سمعنا عما يسمى في القضاء باسم الأحكام البديلة . كانت كل صحفنا تتحدث يومها عن القاضي التنويري ياسر البلوي تشيد به مرة وتحاول أن تقلل من قيمة الخطوة التي استحدثها تارة أخرى . انتشر فكر هذا الرجل ونال إعجاب القوم ليصبح الحكم البديل موضة جديدة في عالم القضاء السعودي . لم يقف ياسر عند هذا الحد بل تعداه ليكتب عن كل ما من شأنه التطوير والتحديث فكان مقاله الأخير عن القضاء تمركز واستقطاب رصاصة الرحمة التي اغتالت أحلام القضاة الوردية ، فقد بحث عن الحياد والأمان الاجتماعي فوجده حيداً . لم تكن ردود الأفعال على مقاله الأخير سوى حالة من الانفعال الذي يُمارس ضد كل من نختلف معه في الرأي للدرجة التي جند معها مريدوه قواهم للنيل من شخصه قبل فكره وتفرغوا لإلصاق التهم التي تثبت أنه عدو للدولة في كتاباته بل ذهب بعضهم إلى القول بأنه من مؤيدي فكر القاعدة . ياسر البلوي رجل لا أعرفه ولا تربطني به صداقة رغم أنه يحكم قضائياً بمدينة صامطة القريبة منا ولكنه أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن شبكة القضاة مناطقية وتمارس العنصرية والتمييز . فبيانها الذي نشرته عبر جريدة الرياض يحمل في طياته كثيراً من الانتقاص من شخص ياسر ومن المكان الذي يحكم منه صامطة رغم أنهما علمان على رأسهما نار ولا تُقذف إلا الشجار المثمرة . ليت هذه الشبكة تفرغت لمناقشة تأخر النظر في قضايا الناس ، والبحث عن أسباب تأخر القضاة في الحضور للدوام ، والمماطلة في إصدار الحكم عندما يتوفر الشهود مباشرة ، والسعي بجدية لتطوير القضاء كما يريده الملك عبد الله بما يتوافق مع متغيرات العصر الحديث . صالح بن إسماعيل القيسي جازان [email protected]