كثيراً ما أتألم وأشعر بالحسرة حينما أقرأ أو أسمع من أبناء منطقة جازان خصوصاً وبقية المناطق عموماً من يطلب من غير أبناء البلد أن يستثمر هناك !! لماذا ننتظر غيرنا لكي ينهض بمنطقتنا اقتصاديا ؟ لماذا لا نقوم نحن بالاستثمار في منطقتنا بأنفسنا ؟ لماذا ننتظر غيرنا من المستثمرين حتى لو كان من داخل المملكة العربية السعودية أن يأتي لمنطقتنا ويأخذ من خيراتها وأموال أهلها ويضعها في حساباته الخاصة ونحن ننظر إليه متمنين أن نكون مثله في يوم من الأيام ونحن قاعدون متفرجون ؟ لماذا لا يستغل أبناء جازان العارفين بأرضهم وطبيعتها ونمط العيش فيها واحتياجات أهلها بالاستثمار فيها بدلاً من أن ننتظر غيرنا ليستثمر أرضنا ؟ وأنا لا أمانع بمقالي هذا من المشاركة في الاستثمار ولكن أن ننتظر المستثمر لينهض بنا وبمنطقتنا وأن يكون هو المستثمر الوحيد والمالك الوحيد من خارج منطقتنا ونحن ننظر إليه هذا الذي لا يعقل !! قد يتعلل البعض بعدم وجود الخبرة والمال واليد العاملة والأفكار والمشاريع وغير ذلك من المبررات الواهية ،، فكل أصحاب الأموال والتجارة بدؤوا حياتهم من الصفر فهم لم يناموا ويحلموا في مناهم أنهم أغنياء واستيقظوا ووجدوا ذلك الحلم قد تحقق في الصباح الباكر ، ولكن لابد من المعاناة والصبر والتضحيات بالوقت والمال والراحة والعائلة ، وغير ذلك . فالخبرة لا تأتي إلا بالممارسة والتأهيل ويوجد في منطقتنا الكثير ممن لديه الخبرة والمؤهل المناسب وقد تجد الكثير من أبناء المنطقة من استثمر أو عمل في مناطق أو دول أخرى فهذا المورد البشري هو من أهم الموارد بالنسبة لمنطقتنا فهو من يجب استثماره ودعمه وتشجيعه ليستثمر في منطقتنا ولو جزئياً ، والمال يأتي بالمال فبدلاً من أن تصرف 5 آلاف شهرياً أصرف 3 آلاف ووفر منها ألفين ريال شهرياً وفي النهاية ستجدك قادر على أن تفتح بقالة صغيرة أو بوفية أو غير ذلك ، ولمن أراد الاستثمار وهو جاد بذلك هناك العديد من الصناديق الوطنية التي تدعم بالمال والخبرة والاستشارة وغير ذلك مما يريده المستثمر مثل صندوق الموارد البشرية وصندوق عبد اللطيف جميل وغير ذلك من الصناديق الوطنية فالمال ليس عقبة في هذه الأيام ، واليد العاملة ستجدها في منطقة جازان وبكثرة فهناك الكثير من العاطلين الذي يرغبون بالعمل ويحتاجون الدعم والتوجيه ، ولو فتشت في الشركات والمؤسسات خارج منطقتنا لوجدتها مليئة بأبناء منطقة جازان الذين يعملون هناك وأحيانا برواتب زهيدة جداً فلما لا يستفاد منهم ومن غيرهم ممن يحملون المؤهلات ويقبعون في بيوتهم عاطلين عن العمل ؟ وأما المشاريع فهي كثيرة تلك التي تحتاجها المنطقة منها الصغيرة كالبقالات والبوفيهات والمطاعم وغيرها ومنها المتوسطة كالمصانع والمخابز الأوتوماتيكية والاستثمار السياحي وغيرها ومنها الكبيرة كالمصانع الكبيرة والامتيازات والمقاولات وغيرها الكثير مما لو فتشنا وعملنا عنها دراسة جدوى لوجدنا لدينا نقصاً كبيراً منه . وكما قيل \"السماء لا تمطر ذهباً\" فلا ينبغي أن نتعلل بتخلف منطقتنا وسيرها خلف الركب ونحن ننتظر غيرنا ليستثمر فيها ، ولو بحثنا في المناطق الأخرى والدول الأخرى لوجدنا أن أبناء تلك الأماكن هم أول المستثمرين فيها وقد بدؤوا حياتهم بمشاريع صغيرة ومن ثم متوسطة ومن ثم عالمية وكبيرة ، فنحن السبب الرئيسي لتخلف منطقتنا بترقبنا وانتظارنا لغيرنا لكي ينهض بنا ويصنعنا على نمطه الذي يريد. ماجد حرمل