قرأنا بالأمس أن هناك مستثمرا محليا سعوديا، توجه لدولة عربية أفريقية شقيقة ليستثمر بها، وهذا جيد لتنويع الاستثمارات وجلب الأموال أو الخبرات أوالتجارب وغيرها، ولكن كم سيستثمر هناك ؟ إنها 11 مليار دولار أي ما يقارب 38 مليار ريال ؟! رقم كبير وكبير جدا يمكن له أن يوظف آلافا من الشباب السعودي، لم نسأل المستثمر السعودي الذي سيضخ هذا المبلغ الضخم والكبير" إن صدق ما نقل بالصحف " فهذا حقه ويريد تضخيم رأس المال لديه والبحث عن الفرص والربح، ولا كيفية التمويل لهذه المشاريع الضخمة التي هي عبارة عن بناء لمدينة بكاملها واسمها " قلب العالم " سيبني بها أعظم بناء وناطحة سحاب بجزيرة اسمها " مقرسم " بولاية البحر الاحمر بشرق السودان، وتبعد 80 كيلومترا من ميناء بورتسودان وبمساحة 323 مليون متر مربع، مشروع عملاق هائل وكبير جدا، السؤال لماذا لم يكن ببلادنا هذا الاستثمار الضخم " إن صدقت الأرقام " وما نشر، سأعتبر ذلك خللا كبيرا يضاف للخلل في الاستثمار لدينا الذي دائما يظهر ريادة وتميزاً، ونحن ببلادنا أحوج ما نكون للاستثمار فلدينا أزمة سكن، وأزمة في جلب استثمارات عقارية تخفف من وطأة الأزمة العقارية ونقص الوحدات السكنية، فلا زلنا ننتظر المدن الاقتصادية منذ خمس سنوات، وبلادنا تملك كل مقومات الاستثمار من حيث سوق تطلب الكثير وحجم الطلب عاليا ويرتفع سنويا، وخروج هذا المبلغ المالي الضخم " كاستثمار" حتى وإن كان بقروض فهو يفوت الفرصة على اقتصادنا المحلي لمثل هذه المشاريع ، فهو ليس مشروعا زراعيا مبررا بسبب نقص المياه ولا صناعيا بسبب نقص المواد الخام التي قد لا تتوفر ببلادنا، وهذا يعيدنا لفتح الاستثمار لدينا ماذا يعملون وماذا يفعلون في بلادنا، الغريب أننا نبحث عن الاستثمارالاجنبي ليوطن الأموال ببلادنا ونحن لم نمسك بالمحلي، وهذا خلل أن يخرج أكثر مما يأتي وهذه معادلة مقلوبة، ابحثوا عن الخلل بدلا من البحث عن الاعذار والتشكيك .