هم عرب أسياد ومسلمون أخيار ، فيهم طيب خلق وجمال وصفاء وعفة نفس وصدق لسان وإتقان عمل وكثير من صفات حميدة ونبيلة يفتقر اليها الكثيرون ... شتان مابين وصف الصفات والسيرة وبين حالهم في الوقت الحاضر . هما اب وام كسائر الخليقة رزقهما الخالق بأبناء ثم احفاد لأحفاد وهكذا .. اختلطوا بعامة الناس وعاشروهم وخلال ذلك وبالطبيعة تخلى بعض منهم عن تلك الخصال النبيلة وتبدل الحال ليسايروا الخليقة حينها شرعت لهم أبواب السعادة الفانية من كل حدب وصوب ونالوا مانالوا من هناء وترفيه وغيره ومع كل هذه الإغراءات وبالرغم منها وعنها وفي أحلك الظروف وأصعب اللحظات بقي إيمان وصبر وقناعة وتمسك أسرة ابوصابر التي تندرج من تلك السلالة الطويلة بصابر وامه واباه واخيه راضي واخته رجاء ، بقيت هذه الاسرة على حالها راضية بما قسمه الله لها تعاني الأمرين دون كلل ولا ملل تتحمل قسوة الدهر بزمانه ومكانه وساكنيه المتحاملين الحاقدين على كل من حباه الله بنعمة الرضا ونسيان الحاضر والتفكير والعمل للمستقبل الأخير .. أسرة ابو صابر تعيش في هذه الدنيا في المجهول والي المجهول ( دنيويا ) هجروا المدينة بعد ان غزها عالم الحضارة والتكنولوجيا ، ازدادوا انطواءا وابتعدوا عن كل ما يشوب ويعيب ويؤثر بشكل او بآخر على عقلية الإنسان وعقيدة المسلم العاقل البسيط .. عاش أبو صابر ليحمي أولاده ويربيهم التربية الصادقة المبنية على أساس متين لا يصدأ ولا تعتريه عوامل التعرية البشرية .. يا ترى هل سيصمد أبو صابر ؟ وإن رحل هل سيبقى صابر على عهد والده ؟ وهل يرضى راضي بما ورثه عن أباه ؟ وتبقى رجاء على عهدها ترجوا ربها الفوز بالجنة ؟ ماجد عثمان الخولي