قتل المستقبل إرهاب نفسي أيها المعلم إن رسالة التعليم رسالة سامية والهدف المنشود للمعلم هو التعليم والتوجيه والنصح والإرشاد وتحفيز الطلاب على الوصول إلى أعالي القمم وتشجيعهم على المنافسة الشريفة فيما بينهم وسرد المعلم قصص لشخصيات مكافحة وصلت إلى مناصب عليا بالجهد والمثابرة يدعم الطالب للتقليد الايجابي ومحاكاة الرموز المضيئة وعلى المعلم معرفة نفسيات وسلوكيات كل طالب ومعرفة كيفيه التعامل مع نفسيات وشخصيات الطلاب المختلفة من طالب إلى أخر والذي جعلني اكتب عن محاربة قلة وليس كل المعلمين لمستقبل الطلاب وتحقيرهم أمام زملائهم والحط من شأنهم ومنحهم شهادة الفشل مسبقا في حالة إخفاق او تأخر الفهم لدى الطالب يحكم عليه بالفشل وبأنك أيه الطالب لن تتقدم في مراحلك الدراسية ومن الأفضل لك ان تتوقف عن الدراسة لان مستواك لا يؤهلك بالتقدم إلى الأمام ومن الأفضل أن تبحث لك عن أي مهنة حرفية تتناسب مع عقليتك المتحجرة ومن ألأفضل أن لا تتعب حالك بالاستمرار في مواصلة التعليم وفوق كل هذا يضرب بدفتر الواجبات على رئسه وعلى وجنتيه ويأمره بحل كامل الدفتر الذي ضرب به من قبل معلمة بعد ان أصبح رفات من شدة ما أصابه من رئس الطالب الذي دمر وتمزق فوق رأسه ولم يعلم المعلم سامحة الله بانه قد دمر الطالب نفسيا من قبل ان يتمزق دفتر واجباته والمصيبة ان الطالب كبت في نفسه كل ما يحصل له أمام زملائه لان بيئته الريفية تؤمن بكل ما يقوله المعلم ولو علم أهله بما يحصل له لأوصوا بالمزيد واقتنع الطالب بان ما قاله المعلم صحيح واني غير صالح للتعليم وسوف أتوقف عن الدراسة لأني بليد وغير سوي ويائس أن اجتاز مع زملائي هذه المرحلة فالمعلم حكم عليا حكما مسبقا وكونه معلم فان نظرتها بعيده المدى لقد أصاب هذا المعلم الهدف من غير أن يشعر بفداحة الأمر وهذه القصة حصلت لأحد الطلاب في إحدى المناطق الجبلية بمنطقة جازان نعم ان الطالب سرد لي هذه القصة التي ألمتني نفسيا وعرفت هذه القصة بعد ان طلب مني مساعدته لدى مكتب العمل بمنطقة جازان للحصول على وظيفة في القطاع الخاص وذهبت معه الى مكتب العمل ولم يتبادر في ذهني ان هذا الطالب يحمل شهادة الصف الخامس الابتدائي فقط أي لم يكمل المرحلة الابتدائية دهشت من هذا الشخص المتزن العاقل الذي يتمتع بأسلوب شخص أكمل المرحلة الثانوية فأمرني فضولي أن اسأله عن عدم مواصلته مشواره التعليمي فسرد لي القصة أعلاها فتذكرت نفس المعاناة التي عانيت منها في إحدى المراحل الدراسية من قبل احد المعلمين وكان يتكهن لي بالفشل في المستقبل ويتحداني باني لن أوفق في حياتي التعليمية لكني واجهت هذا التحدي بتحدي أقوى فهو مبدئي في الحياة ولن استسلم لوجهات النظر السلبية من قبل الآخرين وان مثل هذا التحدي يزيدني قوة وصلابة في اجتياز توقعات الآخرين السلبية واستبدلها بنجاحات ملموسة رغم انف الآخرين وذلك بتوفيق الله فهي تختلف من شخص إلى أخر أما إذا مورست على شخص ليس لدية مبدأ التحدي فانه يكون عرضة للفشل منذ نعومة الأظافر ويعيش بشخصية مهزوزة لان هناك من هم اكبر منه سنا يحكمون عليه بالفشل ويحتل مرتبة متدنية ليست مكانته لكن حكم أفراد المجتمع سواء من الأب أو الأم أو المعلم يحكمون من دون استشعار بأنهم يقتلون الطفولة والبراءة والمستقبل المشرق وعندما سئلت الطالب المكلوم في مستقبلة عن وضع المعلم الذي وئد مستقبله أفادني بأنه انتقل إلى رحمة الله إنا لله وإنا إليه راجعون عبد الصمد احمد شيبان