وأنت تستخدم طريق حائل الجوف السريع الذي يشق النفود الكبرى بحر الرمال تشعر بالعطش وتتحامل على نفسك حتى تصل إلى نهاية المشوار وتقسم ألا تتكرر هذه التجربة دون أن تكون مزودا بالماء والسندوتشات وعلى هذا الطريق يضع السائقون أياديهم على قلوبهم خوفا من حدوث عطل في المركبة أو «بنشر» في الإطار؛ نظرا لأن كامل مسافة الطريق والتي تتجاوز 370 كم ليس بها محطة وقود أو بنشر لإصلاح الإطارات أو حتى استراحة، حيث إن السير على هذا الطريق وطوال الرحلة من حائل حتى الجوف لا توجد أي ملامح للمياه سوى صحراء النفود الكبرى التي تغيب فيها الظلال والأتربة التي قد تحجب الرؤية في بعض الأحيان. وفي نصف المسافة بين المنطقتين وأنت في طريقك إلى الجوف تلمح ارتالا من السيارات والشاحنات، فتعتقد أن ثمة حادثا مروريا قد وقع في تلك المنطقة ولكن تفاجأ أن ذلك التجمع كان بجوار صندوق دينا قديمة تم تحويلها إلى سوبر ماركت صغير لتزويد المسافرين بالماء والمرطبات والأغذية الخفيفة وعلى مسافة من السوبر ماركت (الطائر) كانت هناك دينا حولها أحد الوافدين إلى «بنشر» متنقل. وعلى امتداد الطريق هناك لافتات تشير إلى أنه لا توجد محطات وقود إلا بعد 250 كم وأيضا لا تقع على الطريق نفسه، بل تقع في داخل قرية الشقيق التي تبعد عن الطريق حوالى 10كم. هذا الطريق الذي يربط حائل بالجوف وكان حلم الكثير، خاصة سكان المنطقتين، جاءت ولادته غير مكتملة، حيث تم تدشينه هذا الطريق قبل خمس سنوات تقريبا دون الالتفات إلى الخدمات المساندة.