شهدت موانئ السعودية خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليو (تموز) الحالي استقبال أكثر من ربع مليون طن من الشعير المدعوم لتتجاوز معه واردات السعودية من الشعير في شهر واحد المليون طن. وتزامن ذلك مع تشديد الجهات المعنية الرقابة على الأسواق مما أثر إيجابا بتوافر الشعير وضمان عدم تسربه وتجفيفه من قبل تجار السوق السوداء. وقال ل«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في «الشركة السعودية للحبوب والأعلاف» الموكل لها توريد الشعير المدعوم للسعودية، إن الاستهلاك المحلي للشعير يبلغ خلال شهر نصف مليون طن وهو الاحتياج الفعلي للأسواق، وقد استقبلت الموانئ السعودية بحسب المصدر نصف مليون طن خلال أسبوع. من جهة ثانية، ظهرت بوادر انفراج وانتهاء لأزمة الشعير في الأسواق المحلية التي امتدت إلى قرابة عام وتعد الأطول، بعد رفع الدعم الحكومي للأعلاف، ومع استقبال الأسواق وصول الشحنات الجديدة للشعير وفق آليات وخطط توزيع جديدة، وإعلان أسماء الناقلين والموزعين، وأرقام تليفوناتهم، بشكل واضح للحد من التلاعب في الكميات التي يتم إخراجها من الموانئ في المملكة، مع بدء استقبال الموانئ السعودية منذ مطلع هذا الشهر لكميات كبيرة من الشعير تجاوزت المليون طن، إثر تعاقدها مع تجار بشراء قرابة 7 ملايين طن وسيتم تغطية احتياجات البلاد خلال المرحلتين الحالية والمقبلة من الشعير ويكلف دعمه خزينة الدولة نحو 1.4 مليار ريال (373 مليون دولار) سنويا في حده الأدنى. وتعتبر الكميات المستوردة، بحسب عاملين في سوق الأعلاف، كميات كبيرة وفوق الاحتياج الطبيعي للسوق، حيث تعمل جهات متعددة لتوزيع الشعير على المربين من خلال 200 نقطة توزيع منتشرة في مواقع مختلفة من البلاد. وقد أعلن مؤخرا أن الإحصاءات تشير إلى أن المعدل اليومي لعدد شاحنات الشعير التي تخرج من الموانئ يبلغ ألف شاحنة، وهذه الأرقام تؤكد أن ما يضخ في السوق كميات كبيرة جدا أعلى من الاستهلاك بشكل كبير. إلى ذلك، أفرزت هذه الأزمة طرقا جديدة لتقديم الأعلاف استخدمها المربون، وارتفاعا ملحوظا للوعي عند مربيي الماشية وخاصة بطرق استخدام الأعلاف وعدم الاعتماد على نوع معين، والبحث عن بدائل للشعير مع بروز أعلاف غير مستخدمة سابقا منها الجزر والخبز، حيث كان من الصعب التغيير في ثقافة مربي الماشية الذي أمضى أكثر من 30 عاما في استخدام الأعلاف التقليدية، التي اعتمد فيها المربي على الدعم الحكومي القائم للشعير منذ 30 عاما. ويتوقع أن يفقد الشعير الكثير من مكانته كعلف رئيسي لمواشي السعوديين. وقد عمد المربون خلال فترة أزمة الشعير إلى الاستعانة ببدائل جديدة للشعير للحد من الخسائر التي لحقت بهم جراء نقص الشعير وارتفاع أسعاره، وجاء ذلك تزامنا مع قيام عدد كبير من المزارعين بزراعة أنواع مختلفة من الأعلاف، وخاصة علف «البرسيم» والذرة، ونوع المربون أيضا خياراتهم من الأعلاف لمواشيهم، فقد انتشر بين المربين بمنطقة حائل استخدام الخضراوات غير المستهلكة بعد عرضها في الأسواق، ونتيجة للطلب عليها تم تخصيص مواقع لبيعها، ومن أكثر الخضراوات إقبالا عليها الجزر وبقايا محصوله، لما لمسه المربي من استفادة مواشيه، وتكثر زراعة الجزر في مزارع شمال حائل. ومن البدائل التي استخدمها المربون أيضا بقايا الخبز والفطائر، وانتشرت بسرعة وزاد الإقبال عليها ونشأت سوق بصفة خاصة للخبز وبقاياه ولا تزال رائجة بعد أن لمس المربون حجم الاستفادة من هذا العلف، ولا يتجاوز سعر الكيس الواحد الممتلئ بالخبز 10 ريالات. وأحد أهم مكاسب الأزمة هو تقنين استخدام الأعلاف وتقديم العلف وفقا لعدد الماشية بطرق وحساب للكميات لم يعتدها المربون في السابق، ولم يكن ذلك متبعا من قبل المربين.