في الجهة الجنوبية من دوار الصناعية بمحافظة حفر الباطن تصطف أعداد كبيرة من مربي المواشي بسياراتهم في طوابير طويلة تمتد لما يقارب كيلومترين انتظارا لوصول عدد من الشاحنات القادمة من جدة المحملة بالأعلاف المدعومة والمخصصة لمربي المواشي بالمحافظة، فيما يشهد مكان الانتظار حضورا أمنيا مكثفا لتنظيم عملية التوزيع التي تمت تحت إشراف المحافظة والبلدية والزراعة والغرفة التجارية. وأمام هذا الضغط والحاجة الماسة للشعير تبدو في الأفق خيارات زراعية تغطي الحاجة للأعلاف باعتماد الزراعة العضوية والأعلاف المركبة التي أصبحت تجد رواجا كبيرا في السوق الدولية، وبدأت بعض الشركات بالفعل المراحل الأولى لتطبيق أنظمة الزراعة العضوية لسد النقص في الأعلاف. وحضرت «شمس» منذ ساعات الصباح الأولى مع عدد من مربي المواشي في حفر الباطن الذين أبدوا تذمرهم من الكميات القليلة المخصصة لكل واحد منهم، وذكر مزيد بن سلامة الشمري، مربي مواش يملك أكثر من500 رأس «حضرت منذ الساعة التاسعة من مساء الاثنين، انتظارا لوصول شاحنات الأعلاف المدعومة التي بلغنا أنها ستكون صباح اليوم «يقصد صباح الثلاثاء»، والأعداد المخصصة لنا، نحن مربي المواشي، لا تتجاوز عشرة أكياس فقط لكل واحد منا، وهذا العدد غير كاف إطلاقا ولا يفي بالغرض». أما صالح بن فلاح الحربي الذي يملك 500 رأس من الماشية، فأوضح أن «الشعير يتوافر بالسوق بكثرة ولكن سعره مرتفع جدا؛ حيث وصل سعره إلى 52 ريالا للكيس، وهذا السعر خيالي ومبالغ فيه كثيرا ولا نستطيع الشراء به، وذلك ما يجعلنا نحرص على انتظار وصول الشعير المدعوم»، مضيفا «الأعداد المخصصة للمربين وهي عشرة أكياس من الشعير المدعوم، قليلة ويجب إعادة النظر في عملية الأعداد المقررة لكل مرب، فمن الظلم أن يتساوى صاحب الألف رأس مع مالك ال100 رأس فقط في عملية التوزيع». أما أحد المواطنين المسنين الذي كان في حالة غضب شديدة لم تمكنا من معرفة اسمه، فقال «المحسوبية تلعب دورها في عملية التوزيع»، وكان يردد «حسبنا الله ونعم الوكيل» حيث كان يطالب بضرورة إلزام الجميع بالبروة لإنصاف الجميع. 33 ريالا للكيس بدورها التقت «شمس» رئيس اللجنة المشكلة للإشراف على عملية التوزيع نايف بن حمود الجرع، وبسؤاله عن الآلية التي يتم من خلالها التوزيع وإذا ما كان يلزم إحضار البروة، أوضح أن «هناك أرقاما يتم توزيعها على مربي المواشي بسياراتهم خلال وقوفهم في الطابور، وقد خصصت عشرة أكياس لكل مربي ماشية بالمحافظة بسعر 33 ريالا للكيس الواحد، أما فيما يخص البروة فهي ليست إلزامية بالنسبة إلينا عند التوزيع»، مضيفا «نعلم أن الكمية تعتبر قليلة، ولكن لا بد لنا من هذا التحديد لكي يشمل التوزيع هذه الأعداد الكبيرة جدا». وعن عدد الشاحنات المخصصة للمحافظة قال الجرع «سيتم توزيع حمولة عشر شاحنات يوميا، والشاحنة الواحدة حمولتها 600 كيس من الشعير، وقد أوضح مندوب الشركة أن هناك أكثر من 450 ألف طن في الميناء كذلك». ومع ارتفاع أسعار الشعير طرحت خيارات أخرى في الوسط الزراعي، من بينها الأعلاف المركبة التي تتميز بتحقيق التكامل الغذائي للمواشي، حيث يمكن الحصول على خصوبة عالية للماشية، وحملان ثلاث مرات كل سنتين، كما يمكن أن يكفي الرأس الواحد من الماشية 1.25 كيلو جرام يوميا، وهو ما يحقق بدوره زيادة في ربحية تربية الماشية وزيادة ربحية التسمين. ويحتاج التحول من استخدام الشعير إلى أي نوع آخر من الغذاء إلى بعض الوقت كي تتعود الماشية عليه وتظهر نتائجه، كما أن الزراعة العضوية أصبحت تفرض نفسها في الأعوام الأخيرة خيارا مهما لسد الحاجة للأعلاف .