اطلعت على التقرير الذي أعده محرر الجزيرة عبدالله الجعيدي تحت عنوان: (الأمير سلطان بن سلمان: موضوع استراحات الطرق سيحسم قريبا) خلال تدشين سموه الكريم لأولى محطات (ساسكو) النموذجية بمدينة الرياض. ومن التقرير استبشرنا خيراً بوعد سموه بحل مشكلة استراحات الطرق وإنهائها عاجلاً, وهذا ماكنا نتطلع ونأمل إليه منذ سنوات عديدة بسبب مانعانيه كمسافرين عبر الطرق البرية السريعة وغير السريعة من الوضع السيء جداً لأغلب الاستراحات والمطاعم والبوفيهات والمحال التجارية التابعة للمحطات الواقعة على هذه الطرق, نظراً لعدم وجود جهة رسمية معنية بشكل مباشر, وبصفة دورية ومستمرة لمتابعة هذه الاستراحات والمحطات, ومعاقبة المخالفين والمتهاونين سواءً مايتعلق بالنظافة أوتطبيق وسائل السلامة أو غير ذلك, فالمسافر عبر سيارته الآن غير راضٍ تماماً عن وضع أغلب الاستراحات على الطرق البرية لعدم اهتمام أصحابها بالنظافة وتوفير الخدمات الجيدة للمسافر مواطناً كان أو مقيماً, والمسافر حينما يهم بركوب سيارته ويتوكل على الله بالسفر من منطقة إلى منطقة فإنه يتمنى أن يجد خدمة متميزة وراقية ومكاناً جميلاً يرتاح فيه وأسرته إذا كانت أسرته برفقته, والمسافر يعتبر سائحا لأنه يمر بعدد كبير من القرى والمدن والمحافظات خلال رحلة سفره, ولابد له من التوقف في الاستراحات ومحطات الطرق إما للتزود بالوقود أو لأخذ بعض الحاجيات والأغراض من التموينات الغذائية أو للراحة والنوم, والسائح دائماً مايتطلع لأن تكون استراحات الطرق على أعلى مستوى من النظافة والترتيب والخدمة المتميزة التي ينشدها كل من يسافر على هذه الطرق البرية. وبلادنا ولله الحمد مترامية الأطراف وذات مساحة جغرافية كبيرة جداً, ويوجد فيها شبكة طرق سريعة طويلة تربط مناطقها ال(13) بعضها ببعض, وهذه الطرق منها ماهو طرق دولية يمر بها يومياً المئات من المسافرين من إخواننا العرب والخليجيين, الذين هم بكل تأكيد سيتوقفون عند هذه الاستراحات أثناء سفرهم, وبكل تأكيد سيبحثون عن الأفضل, لكنهم سيتفاجؤون حينما يرون الوضع غير الجيد لهذه الاستراحات, وقد يأخذون انطباعاً سيئاً عن البلد, لأن هذه الاستراحات تعتبر واجهة حضارية وتعكس الصورة للوطن أما سلباً أو إيجاباً. ومن الأمور المؤسفة جداً والمخجلة التي نشاهدها باستمرار في استراحات الطرق السريعة هو ماتعانيه المساجد, ودورات المياه - أجلكم الله - من الإهمال الكبير والروائح الكريهة وعدم الاهتمام, وكان من الأولى أن تتم العناية ببيوت الله والحرص على تنظيفها باستمرار, فهناك مساجد بنيت قبل عقد من الزمن أو أكثر في محطات الطرق ومازال فرشها وأثاثها على ماهو عليه لم يتم تغييره أو حتى تنظيفه, وأصبحت هذه المساجد منفرة للمصلين, ودورات المياه هي الأخرى تعاني الإهمال فبعضها متسخ وأحياناً تكون مكسورة وفي أغلب الأحيان بدون مياه. ولأني مررت بعدة طرق سواءً في الشمال أو الجنوب إلا أن وضع الاستراحات والمساجد ودورات المياه هو نفسه والقاسم المشترك بينهم الإهمال وعدم الاهتمام وغياب الرقابة. لقد سمعنا كثيراً عن حسم موضوع استراحات الطرق في مجلس الشورى لكنه تأخر كثيراً.. ونتمنى أن يتم حسمه عاجلاً وأن تكون إستراحات ومحطات الطرق لدينا نموذجية وواجهة حضارية مشرفة وأن تكون هناك جهة حكومية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن متابعة ومراقبة هذه الاستراحات وإلزامها بتطبيق كافة الشروط ووسائل السلامة وتقديم أفضل الخدمات للمسافرين.